الأخبار

أخطر شخص في تونس وعلى تونس

رسالة إلى كل من يتوهم ولو للحظة أن المتاجرين بالدين قادرون على قيادة أى بلد، أو يأمل خيراً فى أى غنوشى آخر

تونس | برق السودان

عماد فؤاد

قبل عامين تماماً – فى شهر يوليو 2019م – وجّه مراد حيدر، القيادى السابق فى حركة النهضة التونسية (الإخوانية)، رسالة إلى راشد الغنوشى، مؤسس وزعيم الحركة، تحت عنوان رسالة إلى سيدى الشيخ قال فيها:

تحية تليق بمقامك سيدى الشيخ..

لقد مرت بنا سنوات الشباب ونحن نعتقد فى طهرك وعفّتك وورعك وتقواك، لقد شتمنا جمال عبدالناصر، وبورقيبة، من أجلك، وتعاطفاً مع مأساتك، ورددنا أن الشرطة طاغوت، وأن الجيش فى خدمة الدكتاتورية، وأنّ السجن ظالم، والظلم ترجع عقباه إلى الندم، لقد صدقنا عداءك لإسرائيل ورددنا عبارتك الشهيرة «القدس آية من آيات الكتاب ومن ضيّعها فقد ضيّع الكتاب».

لقد كنّا نتحرّج من الوقوف فى تحية العلم كل صباح لأنك كنت ترى فى العلم التونسى خرقة بالية ووثناً تقديسه يؤدّى للشرك بالله.

سيدى الشيخ، لقد حلمنا بإنهيار صنم يتبعه صنم فقط ليتحقق لنا الوعد بعودتك من المنفى.

لقد تغاضينا عن تقلب وجهك من نظام إلى نظام، وغضضنا الطرف عما أشيع عنك أنّك عنصر فاعل جداً وكنز ثمين عند MI6 (يقصد جهاز الاستخبارات البريطانى)، وسددنا آذاننا عن كل ما قيل عنك طوال سنين فى خدمة من يدفع.

بقطع النظر عن تجديد ديننا أو تنقيح مسارنا أو رفع الغشاوة عن أعيننا.. بقطع النظر عن أى أمر شخصى يمكن أن يتدخّل فى حكمنا على تجربتك ومآلك وشخصك وهو أصلاً ليس موضوع حديثنا فى هذه الرسالة، فإن الصديق كما العدو اليوم، أمام صدمة لا مثيل لها، خصوصاً لدى الكثير من قواعد حزبكم الذين ما زال فى وجوههم قليل من الحياء، وفى قلوبهم بقايا تقوى، وفى عقولهم منافذ للتفكير لم تصل إليها برمجاتكم، ولم تسيطر عليها كتائب الهدم والبناء التابعة إليكم مباشرة.

رسالتى سيدى الشيخ مجرد دردشة مع شخص صرت أعتبره أخطر شخص فى تونس وعلى تونس.

هل تعلم أنّك خُنت الآلاف ممن آمنوا يوماً فى الحل الإسلامى وهم يجهلون أنّك أخطر سلاح يمكن أن يفعّل ضد حلمهم هذا وقد فعلت حقّاً وقضيت على كل أمل لديهم؟ هل تعلم أنّك وعدتهم بحماية الوطن من استغلال المستعمر الفرنسى ولكنك بمجرّد وحتّى قبل أن تطأ رجلك أرض المطار كنت قد بعت البلاد والعباد لمستعمر آخر أقذر وأخطر، ومشكلتك الآن كيف تسحب من يد هذا لتضع فى حضن ذاك؟

هل تعلم أنك كنت حلم الفقراء، ولمّا طلعت بدراً عليهم من ثنيّة الوداع، زاد فقرهم وكبرت خصاصتهم وتكدست الأموال تحت قدميك وسالت السيولة أنهاراً فى مشاريع بناتك؟ هل تعلم أنّك ربَّيت ذئاباً طويلة الأنياب وأطلقتها تعيث فينا فساداً من شمال البلاد إلى جنوبها دون حسيب أو رقيب، لا لشىء إلا لتضمن ولاءها لشخصك، ثم لأولياء نعمتك فى أنقرة والدوحة ولندن؟

هل تعلم أنّك لا تؤمن بما قلت حين قلت إن القدس آية من آيات الكتاب، أم تراك لا تؤمن أصلاً بهذا الكتاب؟ فالقدس لم تعد قدساً واليهود لم يعودوا رجساً والتطبيع لم يعد جريمة، بل هو فرض عين مع أبناء عمومة، وإخوان نقيم معهم الصفقات ونحضر حجهم ونطلب رضاهم وودّهم.

هل تعلم أنّ قطيعك أعمى لا يقدر على بناء وطن ولا يستطيع المحافظة على أى مكتسبات، ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى بإذن الله؟

هل تعلم أنّ أهالى من بعثتهم للموت فى سوريا اكتشفوا أنّ ابنك يعيش حياة الملوك مدللاً مترفاً بين تونس ولندن وباريس، وأنّك تخاف عليه من النسيم العابر، وأنّه لا يؤمن بوجود الحور العين فى الجنة، أو لنقل إنّه ليس فى حاجة لحور عين فى جنّة فصّلتموها على مقاس الأغبياء من العامّة؟

هل تعلم أنّ الله يسمع ويرى؟

هل تعلم أنّ الله شديد العقاب؟

هل تعلم أن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار؟

انتهت رسالة النهضاوى أو الإخوانى السابق مراد حيدر، إلى الغنوشى، التى يجب توثيقها حتى يرجع إليها كل مواطن عربى – من المحيط إلى الخليج – يتوهم ولو للحظة أن المتاجرين بالدين قادرون على قيادة أى بلد، أو يأمل خيراً فى أى غنوشى آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى