الخرطوم | برق السودان
سياج عالٍ من السرية يُضرب حول أماكن وجود رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ “حميدتي”، اللذين لم يظهرا ميدانياً منذ بداية الاشتباكات السبت الماضي، باستثناء سماع صوتيهما في تصريحات أدليا بها عبر الهاتف للفضائيات في الأيام الأولى من اندلاع الحرب بينهما.
وإذا استندنا إلى الأنباء والمعلومات الصادرة عن إعلام الطرفين، فإنها تشير إلى وجود القادة العسكريين للقوتين المتقاتلتين في المقر الرئيسي للقيادة العامة للجيش في وسط العاصمة الخرطوم، إذ يؤكد كل طرف سيطرته الكاملة على المقر، وأن قيادته تدير المعارك الدائرة حالياً على الأرض من هذا المقر.
وفي اليوم الثاني من الاشتباكات، ظهر البرهان، في مقطع فيديو لمدة ثوان قليلة داخل غرفة، ويجلس إلى جانبه عضو مجلس السيادة، شمس الدين الكباشي، وقادة عسكريون آخرون، ويُظهر الفيديو القصير قادة الجيش وهم يتابعون العمليات العسكرية من خلال شاشة تلفزيونية ضخمة ترصد مناطق العمليات في الخرطوم وبعض الولايات.
إقرأ/ي أيضًا:
كما أظهر فيديو آخر البرهان، وهو يحيي جنوده في الميدان ليلاً في ظلام دامس.
وظهر البرهان، الجمعة، في خطاب مسجل بالصورة والصوت، توجه فيه بالتهنئة للشعب السوداني بمناسبة حلول عيد الفطر.
وتذهب الترجيحات إلى أن تكون الغرفة التي سجل بها البرهان خطابه ملجأ مخصصاً للعمليات السرية في إحدى الوحدات العسكرية التابعة للجيش في مقر القيادة العامة، أو أي منطقة عسكرية أخرى في البلاد، قد تكون في العاصمة أو خارجها.
وقالت مصادر عسكرية لـ برق السودان – إن ما يحدث إنقلاب داخل الجيش نفسه، وأضافت إن مراكز القوة في الجيش هي من تتحكم في هذه المعركة من خلال نفوذ وسطوة جماعة علي كرتي، وأسامة عبدالله، من الإسلاميين بالجيش.
#السودان | مصادر عسكرية لـ #برق_السودان
🎙ما يحدث إنقلاب داخل الجيش نفسه.. البرهان أدى القسم للحركة الإسلامية أمام أسامة عبدالله، يوم 11 أبريل، واتفقوا على الانقلاب وهو مجرد واجهة فقط في هذه الحرب، وحالياً هو قيد الإقامة الجبرية. pic.twitter.com/FO74eOfQRB
— برق السودان🇸🇩 (@SDN_BARQ) April 20, 2023
وكشفت ذات المصادر أيضاً عن أن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، أدى القسم للحركة الإسلامية أمام أسامة عبدالله، أحد قيادات الحركة الإسلامية والإخوان المسلمين في السودان، يوم 11 أبريل، واتفقوا على الانقلاب وهو مجرد واجهة فقط في هذه الحرب، وحالياً إنقلب عليه الإسلاميين وهو قيد الإقامة الجبرية.
وفي الجانب الأخر ومنذ بدء العمليات العسكرية لم يظهر قائد قوات الدعم السريع، حميدتي، على الإطلاق، إلا أنه أكد، في مقابلات تلفزيونية عبر الهاتف، أنه يخوض ويقود بنفسه المعارك العسكرية مع قواته على الأرض. وكشف حميدتي في إحدى المقابلات معرفته باختباء البرهان تحت الأرض في «بدروم»، من دون أن يحدد مكانه بالضبط، وتوعد بالقبض عليه وعلى القادة العسكريين الآخرين ومحاكمتهم، وفي المقابل أعلن الجيش أن حميدتي، وشقيقه عبد الرحيم دقلو متمردان مطلوبان للعدالة.
وخلال الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، تعرض محيط ومقر القيادة العامة لهجمات وقصف جوي مكثف أحدثا دماراً كبيراً لبعض مبانيه، ما يثير الكثير من الأسئلة حول سلامة ومصير القادة من الطرفين، وفق ترجيحات وجودهم ومحاصرتهم لبعضهم البعض في تلك المناطق.
#السودان | مصادر عسكرية لـ #برق_السودان :
🎙مراكز القوة في الجيش هي من تتحكم في هذه المعركة من خلال نفوذ وسطوة جماعة علي كرتي، وأسامة عبدالله، من الإسلاميين بالجيش. pic.twitter.com/XCvcFtfhjb
— برق السودان🇸🇩 (@SDN_BARQ) April 20, 2023
ويقول مصدر عسكري متقاعد، فضل حجب هويته، إن القادة العسكريين والسياسيين؛ خصوصاً إذا كانوا من قادة الدولة والبلاد، يتم التعامل معهم كهدف رئيسي في الحرب والعمليات العسكرية، لذلك تجري حمايتهم وفق إجراءات تأمين عالية جداً في الظروف العادية، وتزداد أكثر في وقت الحرب والاضطراب الأمني. ويضيف أنه لا بد من الحد من ظهورهم في الميدان بقدر الإمكان، إلا بما تقتضيه الضرورة على الأرض وفقاً لسير العمليات العسكرية.
وطيلة فترة الاشتباكات التي دخلت أسبوعها الثاني، لم يسجل القائد الثاني لقوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، الأخ غير الشقيق لحميدتي، ظهوراً في الميدان، أو متحدثاً عبر وسائل الإعلام، لكن قوات الدعم السريع أكدت أكثر من مرة، من خلال البيانات والمقابلات المباشرة مع أفرادها، أن جميع قياداتها العليا بخير ويقودون العمليات العسكرية على الأرض.
ويرى مراقبون، حسب ما يُتداول، أن قادة الدعم السريع يتخوفون من سيطرة قادة الجيش على أجهزة الاتصالات في البلاد، وأن ظهورهم أو اتصالاتهم عبر الشبكات تسهلان تحديد أماكن وجودهم.
إقرأ/ي أيضًا: