تقارير

الإسلاميون يخططون للإطاحة بالبرهان و”العطا” البديل العسكري المرتقب

توترات داخل الجيش.. وحراك سري لإعادة تشكيل القيادة بعد الحرب

مروي | برق السودان

كشفت مصادر مطلعة لـ”برق السودان” عن تصاعد التوترات داخل أروقة الجيش السوداني بين قيادة الجيش الحالية برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وبين ضباط محسوبين على تيار الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، في ظل تحركات متسارعة تهدف إلى إزاحة البرهان من المشهد العسكري والسياسي بعد انتهاء الحرب الدائرة في البلاد.

البرهان ظل طوال الحرب يمسك العصا من المنتصف مما أثار حفيظة الإسلاميين الذين دعموا الجيش لوجستيًا وميدانيًا

هارون يُطلق صافرة البداية.. والبديل اسمه “العطا”

وبحسب المصادر، فإن تصريحات رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول، أحمد هارون، لوكالة “رويترز”، لم تكن مجرد تحليل سياسي، بل تمثل إيذانًا ببداية المرحلة الثانية من مخطط الإسلاميين داخل المؤسسة العسكرية، والتي تتضمن البحث عن بديل عسكري للبرهان يقود البلاد في مرحلة ما بعد الحرب.

وبحسب ذات المصادر، فإن القيادات العليا في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ترى في الفريق ياسر العطا الخيار الأنسب لقيادة الجيش والدولة في المرحلة المقبلة، لما يتمتع به من قبول داخل التيار الإسلامي، وخلفية عسكرية قوية، وقدرة على فرض الاستقرار في مؤسسات الدولة.

الجيش
توترات داخل الجيش وحراك سري لإعادة تشكيل القيادة

البرهان في الزاوية: التنحي أو التصفية

مصادر عسكرية تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها، أكدت أن البرهان أصبح موضع تذمر داخل صفوف الإسلاميين في الجيش، لا سيما بعد رفضه القاطع لعودة المؤتمر الوطني بشكل صريح، ولعبه على “حبلين” من خلال تقديم تطمينات للتيار المدني والدولي من جهة، وتهدئات مؤقتة للتيار الإسلامي من جهة أخرى.

وتضيف المصادر أن الخيارات أمام البرهان باتت محدودة للغاية، فإما التنحي طوعًا عن قيادة الجيش في اللحظة المناسبة، أو مواجهة مخطط اغتيال على غرار ما حدث سابقًا مع وزير الدفاع الراحل الفريق جمال عمر، الذي توفي في ظروف غامضة في جوبا عام 2020، وسط تكهنات بتعرضه للتسميم.

خطة السيطرة: ثلاث مراحل

تشير الوثائق المتوفرة والمعلومات المسرّبة إلى أن خطة الإسلاميين تتكون من ثلاث مراحل:
1. التهيئة الإعلامية: عبر تصريحات علنية تطرح فكرة “البديل العسكري”، كما فعل هارون.
2. إعادة التموضع العسكري: بدفع ضباط موالين للعطا داخل قيادة الجيش والمناطق الحساسة.
3. تصفية البرهان سياسيًا أو جسديًا: في حال رفضه التنحي أو استمر في تحالفاته غير المرضية للإسلاميين.

تصفية البرهان سياسيًا أو جسديًا في حال رفضه التنحي أو استمر في تحالفاته غير المرضية للإسلاميين

خلفيات الصراع

• البرهان ظل طوال الحرب يمسك العصا من المنتصف، مما أثار حفيظة الإسلاميين الذين دعموا الجيش لوجستيًا وميدانيًا.
• المؤتمر الوطني يعتقد أن الوقت قد حان لاستعادة الدولة عبر بوابة الجيش، لا سيما مع الإنهاك الذي أصاب الجيش من الحرب الطويلة.
• المجتمع الدولي لا يرحب بعودة المؤتمر الوطني، لكن دعم بعض دول الإقليم لهذا المخطط يعزز فرص نجاحه.

الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني حسموا أمرهم: البرهان لن يكون جزءًا من معادلة ما بعد الحرب. والتحضيرات تمضي قدمًا لإزاحته، سواء عبر انتقال ناعم يقوده “العطا” أو عبر سيناريو أكثر قتامة.

البرهان، الآن محاصر داخليًا، ومحدودية خياراته قد تُنذر بتطورات دراماتيكية في قمة هرم المؤسسة العسكرية خلال أسابيع أو شهور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى