حوارات

السودان.. بلد النيل والنار: حين يتحوّل الحلم إلى ساحة صراع

هل يستيقظ العالم قبل أن يتحول السودان من بلد الفرص إلى مأساة منسية؟

بورتسودان | برق السودان

في قلب إفريقيا، حيث يلتقي النيلان، يرقد السودان كجوهرة تحمل في طيّاتها مزيجًا ساحرًا من التاريخ، والثروات، والثورات. لكن هذا البلد العريق، الذي كان موعودًا بالنهضة بعد سقوط نظام البشير في 2019، وجد نفسه عالقًا في دوامة من الدم والدمار.. حرب داخلية، صراع عسكري، وانهيار اقتصادي، يقود السودان اليوم إلى المجهول.

من الثورة إلى الحرب.. كيف ضاعت البوصلة؟

خرج الملايين إلى الشوارع قبل أعوام، يهتفون للحرية والسلام والعدالة، وكانت أعينهم على سودان جديد، مدني، عادل، ومنفتح على العالم. لكن ما حدث لاحقًا، كان صادمًا.

فبعد تقاسم هش للسلطة، انفجر الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، وتحول البلد إلى ساحة معركة مفتوحة. الخرطوم التي كانت تزهو بتاريخها، باتت مدينة أشباح. دارفور تحترق من جديد. والمواطن البسيط يدفع الثمن.

ثروات منهوبة.. و”تجار الحرب” يزدادون ثراءً

السودان ليس بلدًا فقيرًا، بل غني بالذهب، والزراعة، والثروات الطبيعية، وحتى موقعه الجغرافي استراتيجي. لكن هذه الكنوز تحولت إلى وقود للصراع.

قادة الحرب، سواء في المؤسسة العسكرية أو الميليشيات، وجدوا في الفوضى فرصة لتمكين شبكاتهم الاقتصادية. شركات واجهة، تهريب ذهب، احتكار موارد، وتلاعب بأسعار الدولار. فيما يعيش الملايين بلا طعام، بلا دواء، بلا أمل.

هل ما زال هناك طريق للخلاص؟

السؤال الذي يؤرق الجميع: هل يمكن للسودان أن يخرج من هذا النفق؟

الإجابة ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة. فالسودانيون الذين صنعوا الثورة، ما زالوا هناك. في المخيمات، في المهجر، في منصات المقاومة المدنية. والمجتمع الدولي بدأ يدرك أن تجاهل السودان يعني إشعال منطقة القرن الإفريقي بالكامل.

السودان اليوم ليس مجرد قصة صراع، بل اختبار عالمي للضمير الإنساني. إنه بلد يقاتل ليبقى حيًا، بشعبه أولًا، قبل نخبه وساسته.

فهل يستيقظ العالم قبل أن يتحول السودان من بلد الفرص إلى مأساة منسية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى