الخرطوم | برق السودان – خاص
حالة من التوهان وعدم التوازن النفسي والإختلال تكسو المشهد حول ما يدور في سد مروي هذه الأيام بعد إعلان فصل حوالي “48” ما بين “مهندسين وفنين وعمال” من أصحاب الخبرات والكفاءات، لهم القدح المعلي في نجاح المشروع دون حتى ذكر أسباب واضحة، فأصبح أصحاب القرار مهوسون بـ”جنون السلطة”.
حملة وصفتها مصادرنا بأنها لا تختلف عن إجراءات محاكم التفتيش في القرون الوسطى التي أخذت الناس بالشبهات، وتؤكد مصادر برق السودان بأن الحملة توجهها الأهواء السياسية وتخضعها لأغراضها.
عملية القياسات على النيل الرئيسي بعد إلتقاء روافده الثلاثة متوقفة تماماً الآن ولا يدرى على وجه الدقة كم الذي يعبر الحدود شمالاً
مهندس بسد مروي
وبغض النظر عن صحة التشبيهات من عدمها فقد كان من نتائج الحملة ان “48” من المواطنين وخاصة كبار الموظفين أصيبوا بالرعب والذعر وتعرض كثير منهم للتجريح والطعن وتخلق مناخ غير طبيعي في محطات السد.
ومن بين المفصولين من يتبعون لإدارة المياه والبحيرة والتي يبلغ عدد طاقمها “30” فرداً أي لم يتبقى من الطاقم إلا ثلاثة (مهندس ـ فني ـ وعامل)، كما تم فصل جميع عمال محطة “الكرو” التسعة عند مدخل البحيرة، وفصل جميع عمال محطة “الحصى” السبعة عند مخرج البحيرة.
تزامنا مع زيارته.. ناشطون يعتزمون مقاضاة البرهان لدى المحاكم الأمريكية
هذا القرار غير الموفق كتب نهاية قسم القياسات المائية بسد مروي فلا قياس للتدفقات المائية ولا قياس للإطماء ولا تحليل للعينات، والمستفيد الأكثر هم الأخوة في شمال الوادي.
السكان أعلى وأدنى السد مهددين بالكوارث والهدامات وفقدان الجروف
وبحسب أحد مهندسين سد مروي – فضل حجب أسمه – قال ان عملية القياسات على النيل الرئيسي بعد إلتقاء روافده الثلاثة متوقفة تماماً الآن ولا يدرى على وجه الدقة كم الذي يعبر الحدود شمالاً.
ونتيجة لذلك القرار أيضاً ليس هناك موازنة مائية لبحيرة سد مروي وصار التشغيل في خبر كان، يقوم على المحاولة والخطأ مهدداً السكان أعلى وأدنى السد بالكوارث والهدامات وفقدان الجروف.
وأضاف المهندس “مؤسف جداً أن يسود هذا المنطق المعتل سد مروي فيتسلط جبابرته على مستضعفيه دونما حسيب ولا رقيب”.
الجدير بالذكر ان مشروع سد مروي الذي كلف البلاد الغالي والنفيس من أجل تنفيذه تم تهجير الأهالي وتم غمر مزارهم بمياه بحيرة السد.
كذلك تم تنفيذ هذا المشروع عن طريق القروض التي زادت من ديون السودان التي اقعدت الاقتصاد السوداني.
هذا المشروع كان من المفترض أنه سيدعم التنمية الزراعية والصناعية في البلاد ولكن للأسف طالته يد الفساد فإن التربيات التي تم جلبها من الصين ضعيفة ولم تفي بحاجة التوليد ولا يخفى على أحد ما يعيشه السودان اليوم، من ضعف الإمداد الكهربائي الذي أصاب البلاد بالشلل التام المصانع والمخابز والمزارع والمستشفيات وهنالك أرواح تضيع نسبة لانقطاع التيار الكهربائي.
فماذا جنى شعب السودان من سد مروي الذي روج له اعلام النظام السابق بأن السد يسد حاجة السودان ويتم التصدير لدول الجوار ولكن حدث العكس الأعمدة التي يجب أن نصدر بها إلى دول الجوار أصبحنا نستورد عبرها الكهرباء.
ما يحدث الآن جزء من مشهد طويل يكشف لماذا لم يسهم سد مروي في التنمية المتوقعة؟.. ويبقي سؤال المليون “متي يملك الشعب السوداني أسباب فشل المشروع”؟