الأخبارثقافة

اليونسكو تدرج «الجرتق» السوداني ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي

احتفاء عالمي بطقوس الهوية والخصوبة والوفرة

الخرطوم | برق السودان

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) طقس «الجرتق» السوداني في قائمة التراث الثقافي غير المادي، باعتباره أحد أبرز الممارسات الرمزية التي تعكس الهوية الثقافية للسودان، وما تحمله من قيم تتعلق بالحماية والوفرة والخصوبة. ويأتي هذا الإدراج ليعزز الاعتراف الدولي بثراء الثقافة السودانية وتنوع موروثاتها الشعبية، وليمنح هذا الطقس التقليدي مساحة أكبر للبحث والتوثيق والحماية.

يمثل «الجرتق»، بمفرداته وطقوسه ورموزه، أحد أهم عناصر الاحتفاء في المناسبات الاجتماعية، خاصة الزواج والولادة، حيث يجسد قيم التفاؤل والاستمرارية والبركة. ويُنظر إليه كجسر ثقافي يمتد عبر الأجيال، يرسّخ مفاهيم الارتباط بالأرض والمجتمع والهوية.

دفعة قوية للباحثين والمؤسسات الثقافية في السودان لتكثيف جهود التوثيق والترويج لهذا الإرث

أهمية إدراج الجرتق في قائمة التراث العالمي

يُعد إدراج «الجرتق» في القائمة خطوة مهمة باتجاه حماية الطقس من الاندثار، في ظل ما تواجهه الممارسات التقليدية حول العالم من تغيّر اجتماعي متسارع. كما يمنح الإدراج دفعة قوية للباحثين والمؤسسات الثقافية في السودان لتكثيف جهود التوثيق والترويج لهذا الإرث، ودعم استمراريته في الأجيال الشابة.

وقالت مصادر ثقافية سودانية إن هذا الاعتراف يشكّل مكسباً وطنياً كبيراً، ويوسّع من دائرة الاهتمام العالمي بالثقافة السودانية، التي تزخر بعشرات الطقوس والممارسات غير الموثقة دولياً حتى الآن.

طقوس «الجرتق»: رموز الحماية والخصوبة

يتميز «الجرتق» برموزه الخاصة، مثل الصندلية، الحريرة، الجبنة، البخور، النقارة، السيف، والخلخال، وكلها عناصر تُستخدم بحمولات رمزية ترتبط بالحماية وجلب البركة والوفرة.

في الأعراس، يُعد الجرتق ذروة الاحتفال، حيث تُجرى الطقوس بدقة وعناية تعبيراً عن التفاؤل بمستقبل الزوجين.

أما في مناسبات الولادة، فيرتبط الجرتق بطقوس الحفظ والحماية للمولود الجديد، ويُعد بمثابة إعلان عن استقبال حياة جديدة في الأسرة والمجتمع.

وتعكس هذه الطقوس التنوع الفريد للمجتمعات السودانية، ومزيجاً من العادات التي توارثتها الأجيال، مع اختلافات بسيطة بين المناطق لكنها متوافقة في الجوهر والمعنى.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز حضور الثقافة السودانية على المنصات الدولية، وتشجيع المزيد من المبادرات لإدراج مكونات أخرى من التراث السوداني في قائمة اليونسكو للتراث الحي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى