بتعليمات من ضباط الحركة الإسلامية.. الجيش ينسحب من الفاشر
القوة المشتركة تواجه مصيرها في معارك ضارية ضد قوات تأسيس
الفاشر | برق السودان
تشهد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور تصعيدًا ميدانيًا هو الأعنف منذ أسابيع، بعد انسحاب مفاجئ للجيش السوداني من مقره الرئيسي بالمدينة، ما فتح الباب أمام مواجهات شرسة بين القوة المشتركة وقوات تأسيس داخل الأحياء السكنية.
ترك القوة المشتركة تواجه مصيرها في الميدان يعكس انقسامًا داخل المؤسسة العسكرية، وربما يعجّل بتصدع جبهة الجيش في مناطق غرب السودان.
محللون
تعليمات من ضباط الحركة الإسلامية في بورتسودان
بحسب مصادر ميدانية تحدثت لـ«برق السودان»، تلقّى قائد الفرقة السادسة مشاة بالفاشر تعليمات مباشرة من ضباط بارزين ينتمون إلى الحركة الإسلامية داخل الجيش بمدينة بورتسودان، تقضي بالانسحاب من مقر القيادة والتموضع في مناطق خارج مقر الفرقة، وذلك في خطوة وُصفت بأنها «انسحاب تكتيكي منسّق».
وأكدت المصادر أن هذه التوجيهات جاءت بعد اجتماع مغلق جرى خلال الساعات الماضية بين ضباط محسوبين على التيار الإسلامي داخل المؤسسة العسكرية، الذين رجّحوا خيار الانسحاب لتجنب «خسائر ميدانية غير مضمونة»، في ظل التقدم الذي تحققه قوات تأسيس في المحور الغربي للمدينة.
اشتباكات ضارية داخل حي الدرجة بالفاشر
في الأثناء، تخوض القوة المشتركة — التي تضم عناصر من الجيش والشرطة والحركات المسلحة — اشتباكات عنيفة مع قوات تأسيس داخل حي الدرجة، أحد أكثر الأحياء كثافةً سكانية في الفاشر.
وتحدث شهود عيان عن دوي انفجارات متواصلة وعمليات نزوح داخلية محدودة للأهالي نحو أطراف المدينة، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من محيط مقر الفرقة السادسة بعد ساعات من انسحاب الجيش.
مصادر محلية أكدت أن قوات تأسيس تسعى للسيطرة الكاملة على المدينة بعد أن بسطت نفوذها على مواقع استراتيجية خلال الأيام الماضية، بينما تحاول القوة المشتركة الصمود رغم غياب الإسناد العسكري المباشر من الجيش.
خلفيات الصراع وتداعيات الانسحاب
يرى مراقبون أن خطوة الانسحاب من الفاشر تمثل تحولًا ميدانيًا خطيرًا في المشهد العسكري بدارفور، وقد تؤدي إلى إعادة رسم خطوط السيطرة في الإقليم. كما تشير التقديرات إلى أن الانسحاب تم بتنسيق داخلي بين قادة محسوبين على الحركة الإسلامية داخل الجيش، في محاولة لإعادة تموضع القوات استعدادًا لمرحلة جديدة من الحرب.
في المقابل، يعتبر محللون أن ترك القوة المشتركة تواجه مصيرها في الميدان يعكس انقسامًا داخل المؤسسة العسكرية، وربما يعجّل بتصدع جبهة الجيش في مناطق غرب السودان.




