الأخبار

تعليق مواعيد تأشيرات الطلاب.. واشنطن توسّع تدقيقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي

مراجعة واسعة تشمل جميع الطلاب وتدقيق رقمي شامل

بورتسودان | برق السودان 

في قرار مفاجئ قد يغيّر مسار آلاف الطلاب الدوليين حول العالم، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية برقية دبلوماسية تقضي بتعليق تحديد المواعيد لتأشيرات الطلاب الجدد، وذلك في إطار مراجعة شاملة تهدف إلى توسيع نطاق تدقيق بيانات المتقدمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

مراجعة واسعة تشمل جميع الطلاب وتدقيق رقمي شامل

وفقًا للبرقية المؤرخة الثلاثاء والموقعة باسم وزير الخارجية ماركو روبيو، فقد أُمرت السفارات والقنصليات الأمريكية في جميع أنحاء العالم بـ”إيقاف تحديد المواعيد الجديدة لتأشيرات الطلاب مؤقتًا” حتى صدور تعليمات إضافية. هذا التجميد المؤقت يأتي بالتزامن مع مراجعة واسعة للسياسات والإجراءات المرتبطة بتأشيرات الطلاب والزوار من الفئات F وM وJ، وذلك بهدف توسيع نطاق تدقيق حسابات المتقدمين على وسائل التواصل الاجتماعي.

القرار – وفق محللين – يمثل تصعيدًا جديدًا في سياسة الهجرة المتشددة التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي سبق وأن أثارت الجدل بمحاولات منع بعض الطلاب الأجانب من الالتحاق بجامعات بارزة مثل هارفارد، وهي خطوة أوقفتها المحاكم مؤقتًا.

ويبدو أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى فرض أدوات رقمية أكثر صرامة للتحقق من خلفيات الطلاب، وهو ما وصفه مسؤولون سابقون بأنه قد يؤدي إلى “شلل مؤقت” في نظام إصدار التأشيرات وتراكم آلاف الطلبات التي كانت تحظى عادةً بأولوية في هذا الوقت من السنة الدراسية.

قلق جامعي وتأثير اقتصادي محتمل

البرقية الداخلية شددت على أن الأقسام القنصلية يجب أن تُراعي متطلبات عبء العمل لكل حالة، مع التركيز على الأولويات الأخرى كخدمة المواطنين الأمريكيين وتأشيرات الهجرة ومنع الاحتيال، في حين تم تعليق مواعيد التأشيرات غير المحجوزة وإلغاء المواعيد الجديدة، باستثناء تلك التي تم حجزها بالفعل قبل صدور البرقية.

ويشير تقرير حديث لمعهد التعليم الدولي إلى أن أكثر من 1.1 مليون طالب دولي درسوا في مؤسسات التعليم العالي الأمريكية خلال العام الأكاديمي 2023-2024، ما يجعل هذا القرار مؤثرًا بشكل مباشر على الجامعات التي تعتمد على الرسوم الدراسية لهؤلاء الطلاب كمورد مالي رئيسي.

وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية لم تؤكد علنًا صحة البرقية، فإن المتحدثة باسمها، تامي بروس، اكتفت بالقول إن “الولايات المتحدة تستخدم كل أداة ممكنة للتحقق من هوية أي شخص يرغب بدخول البلاد”.

تداعيات محتملة وتعقيدات في المستقبل القريب

توسيع فحص حسابات التواصل الاجتماعي لجميع المتقدمين قد يؤدي إلى إبطاء إجراءات التأشيرات وتأخير دخول الطلاب الجدد في موعدهم المعتاد. كما أن الغموض المحيط بالفترة الزمنية لهذا التعليق المؤقت يثير قلقًا واسعًا بين الطلاب الدوليين وأسرهم، خاصةً أولئك الذين يرتبون انتقالهم إلى الولايات المتحدة قبيل بداية الفصل الدراسي الجديد.

ويحذر خبراء التعليم من أن هذا القرار، إلى جانب القرارات السابقة التي استهدفت الهجرة الأكاديمية، قد يضر بسمعة الولايات المتحدة كمقصد تعليمي عالمي، ويدفع الطلاب الموهوبين إلى البحث عن بدائل في كندا، المملكة المتحدة، وأستراليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى