بورتسودان | برق السودان
في تطور لافت يعكس تعقيد المشهد السوداني وتزايد التداخل الإقليمي في الحرب المستعرة داخل البلاد، صعّد قائد الجيش الأوغندي، الجنرال موهوزي كاينروجابا، نجل الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، من حدة تصريحاته مهددًا باجتياح العاصمة السودانية الخرطوم. جاءت هذه التهديدات عبر سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الشخصي في منصة “أكس” (تويتر سابقاً)، حيث أشار إلى احتمالية التدخل المباشر في الأزمة السودانية، ما أثار ردود فعل غاضبة وتوجسات إقليمية متزايدة.
تصريحات موهوزي: تهديد أم مناورة سياسية؟
قال الجنرال موهوزي في تغريداته: “نحن فقط ننتظر زميلنا، دونالد ترمب، ليصبح رئيساً، وبدعمه سنتمكن من الاستيلاء على الخرطوم”. هذه الإشارة أثارت التكهنات حول الأبعاد السياسية للتصريح ومدى ارتباطه بالتغيرات المحتملة في السياسة الأميركية حال عودة ترامب إلى الحكم.
كما أضاف موهوزي: “سوف تنتهي هذه الفوضى في السودان قريباً!.. إذا كان هؤلاء الشباب في الخرطوم لا يعرفون ما هي الحرب فسوف يتعلمون”. تصريحات تحمل في طياتها لهجة تصعيدية تُنبئ بمزيد من التوتر بين أوغندا والسودان، خصوصًا وأنها تأتي في وقت حساس تعاني فيه السودان من صراع مستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.
تصريحات نجل الرئيس الأوغندي ليست مجرد كلمات عابرة، بل تعكس محاولة أوغندا تعزيز دورها الإقليمي وربما استعراض قوتها في ظل تنافس قوى أخرى في المنطقة، مثل إثيوبيا وتشاد، على النفوذ داخل السودان.
الأبعاد الإقليمية والدولية للتهديد
تأتي هذه التصريحات في وقت يتسم بتزايد الانخراط الإقليمي في الأزمة السودانية، حيث باتت السودان ساحة للتنافس بين قوى إقليمية ودولية عديدة. تحركات أوغندا قد لا تكون بعيدة عن رغبتها في تحقيق مكاسب جيوسياسية واقتصادية وسط الفوضى، بينما قد تكون إشارات موهوزي إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب محاولة لاستمالة تيارات معينة داخل الإدارة الأميركية المستقبلية.
في المقابل، يُتوقع أن تثير تصريحات موهوزي ردود أفعال قوية من جانب السلطات السودانية، التي قد ترى في هذه التهديدات تدخلاً مباشراً في شؤونها الداخلية وخرقاً لسيادتها. كما أن دولًا أخرى مثل مصر وإثيوبيا قد تتخذ مواقف واضحة تجاه هذه التصريحات، نظراً لما قد يترتب عليها من تداعيات إقليمية.
ردود فعل مرتقبة من السودان وجيرانه
لم تصدر حتى الآن ردود رسمية من الحكومة السودانية أو الجيش السوداني بشأن تهديدات الجنرال موهوزي. ومع ذلك، يتوقع مراقبون أن تُقابل هذه التصريحات باستنكار رسمي، وربما بتحذيرات من عواقب أي تدخل عسكري محتمل.
من جهة أخرى، يرى المحللون أن تصريحات قائد الجيش الأوغندي قد تكون نوعاً من الاستفزاز السياسي أكثر من كونها تهديداً فعلياً بالتدخل العسكري. إلا أن توقيتها يزيد من خطورة الوضع، خاصة مع تعاظم الأزمات الأمنية والإنسانية داخل السودان.
في ذات السياق، قد تتخذ دول إقليمية مثل إثيوبيا وجنوب السودان مواقف رافضة للتصعيد، خشية من اتساع رقعة الصراع في المنطقة. كما أن الاتحاد الأفريقي، الذي يدعم جهود التهدئة والحلول السلمية، قد يواجه تحديًا جديدًا يعيق مساعيه الرامية إلى إرساء الاستقرار.
التهديدات الأخيرة من قائد الجيش الأوغندي تعكس بوضوح مدى تعقيد الأزمة السودانية وامتداداتها الإقليمية. في ظل تزايد الأطراف المتدخلة، بات من الضروري تكثيف الجهود الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي لتفادي أي تصعيد جديد يُنذر بإغراق المنطقة في مزيد من الاضطرابات.