دول مجلس التعاون الخليجي تدعم الوحدة الترابية للمغرب وتستعد لتوسيع دائرة الشراكة
العاهل المغربي الملك محمد السادس يثمّن الدعم الصريح والقوي الذي عبّر عنه قادة دول الخليج لمغربية الصحراء
الرباط | برق السودان
جددت دول مجلس التعاون الخليجي التأكيد على موقفها الداعم لمغربية الصحراء، ولسيادة المغرب على كامل أرضيه، وعلى أهمية الشراكة الإستراتيجية التي تجمعها مع المملكة المغربية الشريفة.
وجاء في البيان الختامي، الصادر عن المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي، في دورته الثانية والأربعين، التي إحتضنتها العاصمة السعودية الرياض، يوم 14 من ديسمبر 2021م، تأكيد مواقف دول مجلس التعاون الخليجي وقراراته الثابتة الداعمة لمغربية الصحراء، والحفاظ على أمن وإستقرار المملكة المغربية ووحدة أراضيها، مشيداً بقرار مجلس الأمن 2602، الصادر بتاريخ 29 أكتوبر 2021م، بشأن الصحراء المغربية.
كما أكد البيان الذي تلاه الأمين العام للمجلس نايف فلاح مبارك الحجرف، أهمية الشراكة الإستراتيجية الخاصة بين مجلس التعاون والمملكة المغربية، وتنفيذ خطة العمل المشترك.
الدعم الذي قدمه مجلس التعاون الخليجي للمغرب بخصوص وحدته الترابية لم يأت من فراغ بل من خلال عمل مشترك دام لفترات طويلة، فضلاً عن روابط التضامن والأخوة والتحديات المشتركة بين الطرفين التي دفعت التكتل العربي نحو دعم القضايا الإستراتيجية للمغرب
محمد لكريني – أستاذ القانون والعلاقات الدولية
شراكة إستراتيجية
ومعلوم أن المغرب تربطه شراكة إستراتيجية مع دول مجلس التعاون تشمل مجالات التعاون السياسي والإقتصادي والإستثماري والتجاري والسياحي والأمني والثقافي والعلمي، وهي الإتفاقية التي شملها قرار التمديد إلى سنة 2024م.
وتؤكد المواقف المتتالية لمجلس التعاون الخليجي حول مغربية الصحراء الروابط القوية التي تجمع المملكة مع دول المجلس، إذ ما فتئت تعبر عن إنخراطها في دعم المملكة المغربية في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.
برقيات من العاهل المغربي إلى قادة دول الخليج
ثمّن العاهل المغربي الملك محمد السادس، الدعم الصريح والقوي الذي عبّر عنه قادة دول الخليج لمغربية الصحراء، والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، خلال إجتماع المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الثانية والأربعين بالرياض.
وقال في برقيات مماثلة موجهة إلى قادة الخليج إن ذلك خلّف أبلغ الأثر، معرباً عن عميق الشكر والتقدير للمواقف التي وصفها بالشهمة.
وشدد الملك محمد السادس، على “إيمانه الراسخ بوحدة المصير المشترك”، وشدد على أن “موقف دول الخليج يزيد من حرص المغرب القوي وإلتزامه الدائم والمطلق بالدفاع عن أمنها وإستقرارها وكذلك بتعزيز شراكتهما الإستراتيجية والنموذجية إقليميا أو دوليا”.
وبعث العاهل المغربي رسائل شكر وتقدير لموقف كل من نظيره السعودي الملك سلمان بن عبدالعزبز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وسمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وكذلك ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت نواف الأحمد الجابر الصباح، وسلطان عمان هيثم بن طارق بن تيمور.
المواقف المتتالية لمجلس التعاون الخليجي حول مغربية الصحراء تؤكد الروابط القوية التي تجمع المملكة مع دول المجلس
وبحسب متابعين للشأن العربي تعتبر مضامين هذا الدعم الخليجي وسياقه تجسيدا للرؤية التي عبّر عنها الملك محمد السادس، في الخطاب الملكي أمام القمة المغربية – الخليجية المنعقدة بالرياض في العام 2016م، عندما أكد أن “الشراكة الإستراتيجية المغربية – الخليجية، هي نتاج مسار مثمر من التعاون”، ومشيداً بـ”التعاون الأمني والإستخباراتي المتواصل”، في ظل “تشكيل تكتل إستراتيجي موحد”.
وفي تلك القمة شدد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، على أن دول مجلس التعاون، السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان وقطر، تؤكد رفضها التام “لأيّ مساس بالمصالح العليا للمغرب” في ما يتعلق بقضية الصحراء، مشددا على حرص الخليج على العلاقة الوطيدة مع المغرب على كافة الأصعدة.