
في وقتٍ تعلو فيه الأصوات المتشددة وتغيب الرؤى الواقعية عن المشهد السوداني، يطل وزير الخارجية الأسبق الدكتور علي يوسف الشريف ليقدّم طرحًا متزنًا ومسؤولًا حول الأزمة الوطنية.
فقد أكد الشريف أن مشاركة دولة الإمارات في “الرباعية” وصياغة بيانها خطوة إيجابية وليست سلبية، مشددًا على أن البيان يشكل خارطة طريق حقيقية نحو معالجة الأزمة السودانية.
موقف واقعي ومسؤول
يقول الشريف بوضوح:
“مشاركة الإمارات في الرباعية وفي صياغة بيانها أمر إيجابي وليس سلبي
والبيان يشكل نوعًا من خارطة الطريق لمعالجة الأزمة السودانية وهذا رأيي وأتحمل مسؤوليته
كلمات تعبّر عن وعي سياسي نادر وسط ضجيج المزايدات، ورسالة بأن أي تسوية سلمية في السودان لا يمكن أن تتجاهل الدور الإقليمي والعربي الفاعل لدولة الإمارات، التي كانت ولا تزال من أبرز الداعمين لمسار الاستقرار في السودان.
البرهان.. عزلة وغياب صوت السلام
غير أن هذه الأصوات العاقلة، مثل صوت الدكتور علي يوسف، تُواجه اليوم تهميشًا ممنهجًا في ظل سلطة الفريق عبدالفتاح البرهان، الذي أغلق الباب أمام الكفاءات، وأقصى كل من يدعو إلى الحوار والسلام.
ففي الوقت الذي يحتاج فيه السودان إلى حكماء يمتلكون رؤية، يختار البرهان طريق العزلة والإقصاء، ويقمع كل من يطرح حلولًا واقعية.
تصريحات الدكتور علي يوسف الشريف ليست مجرد رأي، بل صرخة ضمير تعبّر عن حاجة السودان الماسة لصوت العقل، ولشراكات إقليمية صادقة تضع مصلحة الوطن فوق الحسابات الضيقة.