كتيبة البراء بن مالك تتخلى عن العمل القتالي وتتحول للنشاط المدني

بورتسودان | برق السودان
في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، أعلنت كتيبة البراء بن مالك، إحدى الكتائب المسلحة المعروفة بارتباطها الرسمي بالحركة الإسلامية السودانية، تخليها الكامل عن المهام القتالية، والتحول إلى نشاط مدني وخدمي بحت، انسجامًا مع ما وصفته بـ”متطلبات المرحلة الوطنية الحرجة التي تمر بها البلاد”.
إعلان التحول.. والتزام جديد بالعمل المدني
وجاء هذا الإعلان عبر بيان رسمي صادر عن قائد الكتيبة المصباح أبو زيد طلحة، أكد فيه أن الكتيبة ستوقف فورًا كل عملياتها ذات الطابع العسكري، وتعيد توجيه طاقتها نحو خدمة المواطنين والمساهمة في جهود إعادة الإعمار.
وأضاف طلحة:
“هذا التحول يُعد التزامًا وطنيًا صادقًا تجاه الوطن والمجتمع، ويهدف إلى تجسيد القيم العليا للبناء والاستقرار وخدمة المواطنين”، مشددًا على أن “الوقت قد حان لإعلاء صوت التنمية فوق صوت البندقية”.
الشباب أولًا.. واستجابة لمتغيرات الداخل
وأشار البيان إلى أن الكتيبة ستفسح المجال أمام أعضائها، وخاصة فئة الشباب، للاندماج في مشروعات التنمية وإعادة الإعمار، معتبراً أن الشباب “هم وقود المستقبل، وبأيديهم يمكن بناء سودان آمن، مستقر، ومنفتح على آمال حقيقية”.
كما أوضح أن الفيلق سيتحول إلى كيان مدني خاضع للقانون ومنضبط تنظيميًا، “يرسّخ روح الانتماء، والالتزام بالمصلحة العامة، والدفاع المدني عن الوطن بعيدًا عن السلاح”.
تنسيق مع الجيش وخطة وطنية أشمل
ووفقًا للبيان، فإن هذا القرار لم يأتِ بمعزل عن الدولة، بل تم بالتنسيق الكامل مع القوات المسلحة السودانية، كجزء من “خطة وطنية شاملة لإعادة ترتيب أولويات العمل الميداني، بما يخدم المصالح العليا للدولة”.
وأكدت قيادة الكتيبة أنها تسعى لبناء جسور ثقة مع المجتمع، وتقديم نموذج جديد للمجموعات السابقة المسلحة، “يمكن من خلاله ترسيخ التحول المدني وتعزيز الثقة بين المجتمع والدولة”.