الأخبار

(كيزان) الحكومة الإنتقالية

✍🏽محمد عبد الماجد

الخطورة الحقيقية التي يمكن ان تهدد ثورة ديسمبر المجيدة تتمثل في (كيزان) الحكومة الانتقالية.

كيزان (الانقاذ) تم التغلب عليهم – تبقى معضلة التغلب على (كيزان) الحكومة الانتقالية.

الخطورة تبقى في ان (كيزان) الحكومة الانتقالية (نصيبهم) في الثورة كفل لهم جزءاً من السلطة.

لذلك كان (جبراً) علينا ان يكون بعض (الكيزان) شركاء في حكومة اسقطت كيانهم (الكيزاني) المعروف.

الاشكاليات التي تعاني منها الحكومة الآن – والازمات التي تحرق حشا الشعب السوداني – تبقى اموراً طبيعية لحكومة اتت في تشكيلتها بشيء من (الكيزان).

لن اتحدث عن مجلس السيادة – ولن اتحدث عن قوات الشعب المسلحة او الشرطة – سوف اتحدث عن (الاعلام) بكل ضروبه.

الاعلام بعد الثورة ما زال كما كان عليه قبل الثورة. حتى الفضائيات السودانية (الحكومية) ما زالت تتوحم بـ(لا للسلطة ولا للجاه) و (ما لدنيا قد عملنا).

لا شيء تغير فيها – بما في ذلك (كرتونة) رمضان – التى ما زالت تقدم لقيادات الاعلام قبيل الشهر الفضيل.

التغيير الذي حدث في السودان حدث على مستوى (الشعب) فقط – وهذا شيء يجب ان نفخر به– لا نقصد بذلك التقليل من التغيير– ولكن نقصد ان نقول ان القيادات العليا ما زالت تفكر بنفس الطريقة التي كان يفكر بها النظام البائد.

انظروا الى صحف الخرطوم الآن – لا جديد يذكر فيها– نفس (الوجوه) تعيد انتاج نفس (التجارب)– وتنتظر بعد ذلك (نتائج) مختلفة.

وهذا شيء يستوجب المزيد من (الصبر). لا تجعلوا (الكيزان) بمختلف ضروبهم ووجوههم يبددوا لكم ما تحملون من (صبر).

لا تجعلوهم يصرفوا لكم (الاحباط) من صفوف الخبز والبنزين – اخطر من غلاء الاسعار ومن استفحال الازمات شيوع (الاحباط). ردوا على كل الازمات بالمزيد من الصبر.

ان قراءة الصحف هذه الايام تحتاج الى (صبر) اكبر من الصبر الذي تحتاجه في الوقوف في صفوف الخبز.

كيزان الحكومة الانتقالية– عندما ينتقدون لا يجدوا مدخلاً للانتقاد خير من ان يرفعوا شعار (حرية ..سلام وعدالة).

باسم هذه الحريات يقدمون (انتقادهم) – كأن كل جهدهم في الثورة يتمثل في تلك (الانتقادات). في البدء كان يتحدث هؤلاء عن (الشهداء) ، وعن (حقوقهم) – يفعلون ذلك باسم الثورة.

كانوا يتحدثون عن (فض الاعتصام) ، وعندما فشلوا في ان يحدثوا فتنة وفوضى عادوا الى صفوف الخبز والبنزين ليتحدثوا عنها.

في البدايات لم نكن نسمع لهم صوتاً – الآن ارتفعت اصواتهم، حتى اصبحت اصواتهم اعلى من (الازمات) نفسها. الحلول لا تقدم بهذه الطريقة. كل ما نحتاجه في هذا الوقت العصيب المزيد من الصبر والجلد.

الشهداء الاجلاء عندما قدموا ارواحهم  للوطن لم يكونوا ينتظرون (مقابل) من الصراف الآلي. قدموا ارواحهم ومضوا من اجل حياة كريمة لغيرهم.

بعض الكيزان خرجوا للشارع وشاركوا في الاعتصام. بعض الكيزان ناضلوا وتعرضوا للاعتقال. بعضهم فعل ذلك– ولكن جاء الآن ليأخذ (مقابل) ما قدم.

فتح الشوارع لمحيط القيادة وتأمين المتظاهرين– لا يمنحهم وسام ان يبقوا فوق رؤوسنا. ما جدوى ان نسقط صلاح قوش من اجل صلاح قوش. ما جدوى ذلك وان تم بواسطة صلاح قوش. لن نبدل الانقاذ بالانقاذ.

كل من ينتظر (ثمناً) على ما قدمه لهذا الوطن وما فعله من اجل هذا الشعب يبقى غير جدير بفضل هذه الثورة. من ناضل من اجل (كرسى) او (منصب) – لا يمكن ان يكون من ابناء هذه الثورة العظيمة.

بغم ..

لو كانت (الانقاذ) في السلطة حتى وقتنا هذا لاصبحت (علبة البمبان) اغلى من (شبكة) العروس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى