الأخبار

موسى هلال يهاجم حميدتي ويتهمه بعدم الانتماء للسودان

تصعيد قبلي وسياسي في دارفور

الفاشر | برق السودان 

في تصعيد جديد يعكس التوترات المتزايدة في المشهد السوداني، وجّه الشيخ موسى هلال عبد الله، زعيم قبيلة المحاميد بولاية شمال دارفور، هجومًا لاذعًا ضد قائد قوات الدعم السريع المتمردة، محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، وشقيقه عبد الرحيم دقلو. جاء ذلك خلال خطاب جماهيري ألقاه بمنطقة مستريحة التابعة لمحلية كتم، حيث شكّك في انتمائهما الوطني، وهاجم ما وصفه بمحاولاتهما للالتفاف على القبائل واستغلال أبناء دارفور.

حميدتي وشقيقه عبدالرحيم ليسا من أبناء السودان الأصليين بالميلاد بل نالا الجنسية السودانية عبر التجنيس بعد لجوئهما من دولة مجاورة

الشيخ موسى هلال – زعيم قبيلة المحاميد 

تشكيك في المواطنة وهجوم على القيادة

أشار الشيخ موسى هلال في خطابه إلى أن حميدتي وشقيقه عبد الرحيم ليسا من أبناء السودان الأصليين بالميلاد، بل قال إنهما نالا الجنسية السودانية عبر التجنيس بعد لجوئهما من دولة مجاورة لم يسمّها. واعتبر هلال أن السودان احتضنهما وقدّم لهما فرصة للعيش والانخراط في المجتمع، إلا أنهما “انقلبا على السودان وخانا الوطن”، على حد تعبيره.

وأضاف هلال: “من يعتقد أن حميدتي سيحكم السودان فهو واهم، ويجب عليه أن يراجع نفسه، لأنه يعيش في وهم كبير”، مؤكدًا أن الشعب السوداني لن يقبل بحكم المتمردين وأن الحكومة قادرة على حسم هذا التمرد قريبًا.

رسائل سياسية ومواقف قبلية

وفي لهجة تحمل رسائل سياسية واضحة، اتهم هلال حميدتي وعبد الرحيم بمحاولة استمالة أبناء قبيلة المحاميد، وخاصة مجموعة “أم جلود”، واستغلالهم في النزاع الدائر بين الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع. وأكد أن هذه المحاولات ستبوء بالفشل لأن أبناء دارفور – بحسب وصفه – يقفون مع السودان الموحد ويدعمون الدولة في معركتها ضد التمرد.

كما وجّه هلال رسالة مباشرة إلى رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية ونوابه وأركان حربه، دعاهم فيها إلى المضي قدمًا في القضاء على ما وصفه بـ”التمرد والخيانة”، مؤكدًا أن دارفور لن تسمح بـ”الغش والكذب” ولن تخون السودان.

خلفية الصراع

يأتي هذا التصعيد في وقت تعيش فيه البلاد أوضاعًا أمنية وسياسية متأزمة، نتيجة للصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي اندلع منذ أبريل 2023، وخلف آلاف القتلى والجرحى، وتسبب في نزوح الملايين داخل وخارج البلاد. ويُعد موسى هلال أحد أبرز الزعامات القبلية التي كانت في السابق متحالفة مع النظام السابق، قبل أن يدخل في صراع مع حميدتي ويُسجن لسنوات، ليعود لاحقًا إلى المشهد مع تجدد النزاعات في دارفور.

في ظل هذه التصريحات النارية، يزداد المشهد تعقيدًا، ويبدو أن الحرب لم تعد فقط عسكرية، بل أصبحت تحمل أبعادًا قبلية وتاريخية تزيد من صعوبة التوصل إلى حل سياسي شامل في السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى