هجوم مسيّرات يستهدف مصفاة “الجيلي” وقاعدة “وادي سيدنا” ومقتل مدير الأمن العسكري الجديد

الخرطوم | برق السودان
شهد السودان، يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، تصعيداً خطيراً في الهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة، حيث استُهدفت منشآت نفطية وعسكرية استراتيجية في العاصمة الخرطوم وأم درمان، ما يشير إلى انتقال المعارك إلى مرحلة تهديد مباشر للبنية التحتية الحيوية، في وقت تأكد فيه مقتل اللواء الركن أبوعبيدة فضل الله إبراهيم مدير الأمن العسكري الجديد ونائب مدير الاستخبارات العسكرية، خلال هجوم منفصل استهدف مباني الأمن العسكري في كافوري.
استهداف مصفاة “الجيلي” النفطية في الخرطوم
أكدت مصادر محلية أن ثماني مسيّرات نفذت هجوماً مباشراً على مصفاة الجيلي النفطية شمال الخرطوم، وهو ما أثار مخاوف كبيرة من انهيار أحد أهم شرايين إمدادات الوقود في البلاد. وبحسب المصادر، سارعت إدارة المصفاة إلى إخلاء جميع العاملين كإجراء احترازي، وأشارت إلى أنه لم تُسجل أي خسائر بشرية.
هذا الاستهداف يعد الأخطر منذ اندلاع الحرب، إذ أن المصفاة تمثل القلب النابض لإمدادات الطاقة والنفط المكرر في السودان، ما يهدد بأزمة وقود خانقة وانقطاع إمدادات الكهرباء إذا استمرت الهجمات.
هجوم أم درمان ومقتل اللواء أبوعبيدة فضل الله
تزامناً مع استهداف مصفاة الجيلي، شهدت مدينة أم درمان هجوماً بمسيّرات استهدف قاعدة وادي سيدنا الجوية ومحطة كهرباء المرخيات شمال المدينة. وأكدت مصادر عسكرية أن الدفاعات الأرضية تصدت للهجوم وأحبطت محاولات إلحاق أضرار كبيرة بالقاعدة الجوية الاستراتيجية.
في سياق متصل، قُتل اللواء الركن أبوعبيدة فضل الله إبراهيم، مدير الأمن العسكري الجديد ونائب مدير الاستخبارات العسكرية، إثر هجوم بمسيّرة انتحارية على مباني الأمن العسكري بكافوري صباح اليوم، ما أسفر كذلك عن إصابة 8 ضباط كبار. مقتل أبوعبيدة يشكل ضربة قوية للمؤسسة العسكرية، حيث كان قد تولى موقعه حديثاً ضمن ترتيبات أمنية جديدة.
تداعيات الهجمات: تهديد شامل للبنية التحتية
تصاعد الهجمات على البنية التحتية الاستراتيجية – من المصافي النفطية إلى القواعد الجوية ومحطات الكهرباء – ينذر بموجة من الأزمات الاقتصادية والخدمية، إضافة إلى تصدع في المنظومة الأمنية بعد مقتل أحد أبرز قادة الاستخبارات العسكرية.
ويرى مراقبون أن استهداف هذه المواقع يعكس تحول الحرب إلى مرحلة تصفية الرموز القيادية وضرب ركائز الطاقة والاقتصاد، في محاولة لشل قدرة الدولة على الصمود، وزيادة الضغط على المؤسسة العسكرية التي تواجه أصلاً سلسلة من الخسائر البشرية والقيادية في الأيام الأخيرة.