الأخبار

وقف الرحلات الجوية بين السودان والإمارات: سلطات بورتسودان في قفص الاتهام وسط استياء الجالية السودانية

سلطة بورتسودان تتحمل المسؤولية: إرباك إداري يهدد مصالح المواطنين

بورتسودان | برق السودان

أثار قرار تعليق الرحلات الجوية بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذي بدأ تطبيقه اعتبارًا من الأربعاء، صدمة واسعة في أوساط الجالية السودانية المقيمة في الإمارات، وسط تضارب في الروايات بشأن الجهة المسؤولة عن الخطوة، وتفاقم للغضب الشعبي حيال ما يصفه البعض بـ«العبث الإداري» الذي تمارسه السلطة الحاكمة من مدينة بورتسودان.

ورغم تداول بعض المنصات الإعلامية أن التعليق جاء بقرار من الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتي، إلا أن التحريات كشفت غياب أي إعلان رسمي من الجانب الإماراتي، ما يعيد بوصلة اللوم إلى الداخل السوداني، وتحديدًا إلى الجهات المسؤولة عن إدارة المطارات والطيران المدني من داخل سلطة بورتسودان.

الخلل في التواصل الرسمي بين المؤسسات السودانية ونظيراتها الدولية بات سمةً بارزة في ظل سلطة أمر واقع تفتقر للاعتراف

سلطة بورتسودان تتحمل المسؤولية: إرباك إداري يهدد مصالح المواطنين

منذ إعلان نفسها ممثلًا للدولة السودانية، تنتهج سلطات بورتسودان قرارات أحادية دون تنسيق مع المجتمع الدولي أو القوى الوطنية، ما تسبب في حالة من الارتباك على مستويات إدارية ودبلوماسية واقتصادية عدة. ويبدو أن حالة عدم الاستقرار الأمني في مطار بورتسودان، إلى جانب ضعف البنية التنظيمية لإدارة الطيران المدني، دفع سلطات الطيران في العديد من الدول إلى اتخاذ خطوة احترازية بوقف الرحلات من وإلى السودان مؤقتًا، حماية للمسافرين ولضمان معايير السلامة الدولية.

الخلل في التواصل الرسمي بين المؤسسات السودانية ونظيراتها الدولية بات سمةً بارزة في ظل سلطة أمر واقع تفتقر للاعتراف، ما انعكس مباشرةً على مئات الآلاف من السودانيين في الخارج الذين يعتمدون على خطوط الطيران كصلة وصل وحيدة مع الوطن.

تداعيات كارثية على الجالية السودانية في الإمارات

لم يكن وقع القرار سهلاً على الجالية السودانية المقيمة في دولة الإمارات، التي تضم آلاف الأسر والطلاب والمرضى والعمال، إذ انقطعت السبل أمام كثير منهم للعودة إلى السودان، أو استقبال ذويهم لأغراض إنسانية ملحة. كما أن كثيرًا من الحالات الطارئة، من مرضى وحالات وفاة وعوائل متفرقة، باتت رهينة هذا القرار، وسط غياب أي خطة بديلة أو توضيح رسمي من السلطات السودانية بشأن كيفية معالجة الأزمة.

وتتخوف الجالية من أن تتحول هذه الإجراءات إلى نمط دائم، يعمّق عزلتها عن وطنها، ويضيف مزيدًا من الأعباء النفسية والمادية في ظل أزمة اقتصادية مستفحلة.

دعوات للمحاسبة والحل السياسي

في ظل هذه الأزمة، تتعالى الأصوات المطالبة بتحميل سلطة بورتسودان كامل المسؤولية عن تداعيات هذا القرار، باعتبارها الجهة التي فشلت في إدارة ملف الطيران المدني وفق المعايير الدولية، وعجزت عن توفير الضمانات الأمنية والإدارية لاستمرار الرحلات الجوية.

وكثرت الدعوات للجهات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والجاليات، إلى التدخل العاجل والضغط من أجل إعادة النظر في واقع السلطة القائمة ببورتسودان، وتمكين سلطة مدنية انتقالية معترف بها، قادرة على ضمان الحد الأدنى من الخدمات والتواصل الخارجي للسودانيين في الداخل والخارج.

إن تعليق الرحلات بين السودان والإمارات ليس مجرد إجراء فني مؤقت، بل هو إنذار واضح على فشل المنظومة الحاكمة في بورتسودان، وتذكير مؤلم بأن الصراع السياسي في البلاد بات يدفع ثمنه المواطن البسيط في كل مكان، من دون أن يرى بصيص أمل في الأفق القريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى