الخرطوم | برق السودان
✍ مبارك الأمير
تحتفظ الخرطوم وأبوظبي بعلاقات تاريخية ذات بُعد إستراتيجي قائمة على التعاون والتنسيق المشترك والشراكات الإقتصادية والتنموية التي ساهمت في تحقيق التقدم والإزدهار والأمن في السودان، فالإمارات من الدول التي تسعي لتحقيق الإستقرار والسلام في السودان، والحفاظ على قيم التسامح والتعايش والسلم في المنطقة.
ويجد السودان إهتماماً خاصاً من الإمارات منذ زمن بعيد خاصةً في الظروف الصعبة التي مر بها خلال السنوات الماضية، وظلت تعمل وعلى أكثر من مستوى على توحيد الجهود الرامية إلى مساعدة السودان ودعمه بشتى الطرق لتجاوز التحديات التي تواجهه وتحقيق الأمن والإستقرار لشعبه، إيماناً منها بوحدة ومصير العالم العربي المشترك.
ولعبت الإمارات أدوار كبيرة يؤكد إلتزامها بدعم السودان ومساعدته على تخطي التحديات التي تواجهه، حتي في التغيير بعد الثورة المجيدة، أبدت الإمارات حرصها على ضمان إستقرار السودان وعدم إنفلات الأوضاع فيه، وكانت علي تواصل مباشر مع كل الجهات داخلياً وخارجياً من أجل تجنب أي تطور أو تدهور يقود إلى ما لا تحمد عقباه، وهي من الدول التي أكدت مراراً دعمها للسودان في ظل الظروف والمتغيرات الأخيرة التي مر بها السودان.
مثل هذه العلاقات التي تلامس الواقع يجب ان نحافظ عليها ونسعي لتطويرها وتقويتها لأن العلاقات التاريخية لا ترتبط بمصلحة تخصم من الآخر، بل هي علاقات تودي إلى منافع متبادلة قد تفيد حتى دول الجوار في المستقبل القريب.
وهي من الدول التي بادرت وأعلنت تشجيعها للإنتقال السياسي في السودان على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش.
العلاقات بين أبوظبي والخرطوم بدأت منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي هيأ بيئة صالحة لنمو هذه العلاقة وتطورها من خلال تطوير العمل المشترك بين البلدين في مختلف الجوانب السياسية والإقتصادية والتنموية والثقافية والسبل الكفيلة بتطوير هذا التعاون لآفاق أوسع وأرحب.
فمنذ سبعينيات القرن الماضي، بدأت مسيرة الخير والعطاء لدولة الإمارات في السودان والتي كان من ثمارها مشروع إنشاء شارع هيا بورتسودان بطول 600 كيلومتر، الذي يعتبر من أهم المشاريع التنموية لأنه يربط ميناء السودان الرئيسي بوسط البلاد إلى جانب المشاريع الأخرى التي ساهمت في دعم التنمية والإستقرار.
لذا علينا ان نؤكد على أهمية تلك العلاقات ونعمل بجد علي تطويرها في كل المستويات وندفع بالمبادرات الشبابية المشتركة التي تؤسس لمستقبل مميز يزيد من الترابط والتواصل بين الشعبين في المجال الخدمي والصناعي والتجاري والمجتمعي وعلى الدولتين تبني كل المبادرات التي تدعم تطوير هذه العلاقة التاريخية التي وُضِع لها أساس متين على يد “زايد الخير” له الرحمة والمغفرة.