منوعات

“أحلام واحة في منتصف العمر”.. رواية جديدة للإعلامي والروائي خالد أخازي

منجز سردي يحتفل كالعادة باللغة ويؤصل لشاعرية سردية دون خرق معيار السجلات اللغوية

المغرب | برق السودان 

د. عبد الإله الحريري – باحث في السرديات

صدرت للروائي المغربي خالد أخازي، رواية جديد تحت عنوان “أحلام واحة في منتصف العمر” عن دار الوطن المغربية، وهي روايته الرابعة، بعد أن إحتضنته في إصدار روايته الأولى مصر عبر دار روافد التي نشرت له “عشق في زمن الغضب”، كما نشر روايتين “ذاكرة جدار الإعدام” و أسرار أمونة” بالسعودية.

رواية “أحلام واحة في منتصف العمر” منجز سردي يحتفل كالعادة باللغة ويؤصل لشاعرية سردية دون خرق معيار السجلات اللغوية، فإهتمام الروائي خالد أخازي، باللغة وتثويرها من الداخل ينسجم مع مشروعه السردي العام الذي ينخرط فيه ضمن جماعة أدبية سردية تشكل جبهة ثقافية لمواجهة خطر تتفيه الأدب، وخلق ذائقة جمالية مزيفة ومرجعيات أدبية وفكرية عبر الآلة الضخمة للدعاية والترويج والإستثمار في صناعة التفاهة.

التاريخ في الرواية مادة للسرد وليس هدفاً في حد ذاته

خالد أخازي

وفي هذا السياق يقول الروائي خالد أخازي: “إن الخطر الجديد على المجتمعات العربية والناطقة بالعربية هو وجود مشروع تدميري للقيم الثقافية والمعايير الأدبية، والترويج لنموذج ثقافي بلا قضية ولا هوية، يخترق الأدب.

الهدف منه ضرب الثقافة في رموزها وتعويم الأجناس الأدبية، وخلط الأوراق، مع الإنتصار لكتابة بلا هوية ولا قضية، ودعم شبه أدب يقول أي شيء لكنه محايد أو بارد الوجدان الشعبي، بتشجيع مثلاً ما سمي بالرواية التاريخية التي هي أصلاً لا تاريخية.

الروائي المغربي خالد أخازي
الروائي المغربي خالد أخازي

فالتاريخية السردية هي خيار جمالي للإنفلات من الرقابة، ومواجهة ملتوية للسلطة وعنفها، وما يأتينا تحت مسمى رواية تاريخية، هو محكيات لا غير بدون مقاربة للتاريخ سردياً من رؤية جمالية ترهينية تطرح قضايا المجتمع وتترافع أدبيا من أجل قضاياه.. فالتاريخ في الرواية مادة للسرد وليس هدفاً في حد ذاته”.

وفي السياق نفسه تأتي رواية أحلام واحة في منتصف العمر لتطرح علاقة الدين بالإيدلوجيا، وتكشف عيوب ممارسة الخطاب الديني في المشروع السياسوي وترصد السياق العام الذي أنتج إنتفاضة الدار البيضاء سنة 1981م، فاضحة زئبقية الهوية السياسية وبرغماتية الممارسة السياسية بإستغلال الدين والإيدلوجيا نفسها، طارحاً إشكالات العنف والعنف المضاد، ومحدودية مواجهة خطاب الكراهية بسلطة الفكر واحده، لقوة الخطاب السياسي الديني في التحريض والتمويه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى