تقاريرمنوعات

“أسرار أمونة” رواية مغربية بروح صوفية سودانية للروائي المغربي خالد أخازي

رواية تمتد أحداثها ما بين السودان والمغرب لصوفي مغربي تزوج من إبنة زاوية سودانية في بداية القرن العشرين

 

بعد تجربتين روايتين، الأولى تحت عنوان ” عشق في زمن الغضب ” الصادرة عن دار روافد بمصر، والثانية ” ذاكرة جدار الإعدام ” الصادرة عن “دار مدارك للنشر والتوزيع ” بالسعودية، يطل علينا من جديد الروائي والكاتب المغربي خالد أخازي، برواية جديدة تحت عنوان” أسرار أمونة” صادرة عن دار مركز الأدب العربي بالسعودية، هي تعتبر حسب الكاتب، حلقة أخرى في مشروعه السردي الذي يحتفل باللغة ويؤصل للعربية كلغة قادرة على إحتواء المتغيرات والتحولات لفظاً وأسلوبا، بإستدعاء لغة شفافة شعرية، لكن فصيحة، توليداً تثويرا للفظ.

وهي رواية زاوجت بين الواقعية والعجائبية، دون السقوط في فخ الوقائع المتعالية عن التفسير والتأويل ضمن شروط الواقع وسيرورته، فالمتن السردي مفعم بقضايا غرائبية تبدو من الوهلة الأولى، لكن في سياق التحولات الإجتماعية والسوسيو-ثقافية نجد الأجوبة والعلل العقلانية لما يقع أمام أعيننا، فلكل شيء تفسير مهماً عجيباً وسحرياً، إعتمدت الرواية لعبة تطويع التاريخ، بالتوهيم وإعادة التفكيك والتدليل، لصياغة الرؤية الترهين وطرح قضايا الحاضر بكل تناقصاته وهمومه، في محاولة للتناص التاريخي التيمي، بإستدعاء شخصيات تبدو نمطية لكنها في بعدها الإجتماعي والسياسي شخصيات مركبة دالة تحتمل سيلاً من الدوال الإجتماعية ترميزاً ومجازاً وتأويلا.

هي رواية تنشد بلغة راقية شاعرية دون السهو عن الوظيفة الحكائية التي هي جوهر كل برنامج سردي، مقاربة قضايا إنسانية، وأسئلة حضارية وثقافية، كالحرية وعلاقتها بالكرامة، والتسلط على الشعوب بالأسطورة والخرافة، والخرافة وعلاقتها بالسلطة والاستلاب والقهر والهيمنة، عبر تفكيك بنية العقل الكولنياني، ومدى قدرته على إستغلال الرموز شبه الدينية الخرافية، وترسيخ الجهل ومحاربة الوعي النقدي، لخدمة وجوده وضمان سيطرته وتمدده.

هي رواية تحتفل كالعادة باللغة وتظهر مفاتنها وسحرها، فالروائي خالد أخازي، يشتغل على مشروع أدبي يقطع مع التتفيه اللغوي والإسقاط التعبيري، ويروم وسط هذا الصخب الإنتاجي، إعادة الإعتبار للنص السردي بكونه بالدرجة الأولى قصة تروى، وبكونه خطاباً لغوياً راقياً جماليته في” تخطيب” القصة وصيغة عرضها، فهو يزاوج بين جمال اللغة والتأصيل ” للفظ” السردي، دون الحاجة لنحت خارج-لساني عربي، أو تعريب يفقد اللفظ شحنته الجمالية يفقد اللفظ وشرف المعنى وعمق الدلالة.

وفي السياق ذاته يشتغل على سردية ترقى بالذائقة، وتورط القارئ في فعل التأويل وإعادة الإنتاج.

نقرأ في تقديم لها على ظهر “الغلاف” هي رواية الصراع بين الأسطورة والحقيقة، بين الفضيلة والرذيلة، في زمن كان فيه الإحتلال الفرنسي للمغرب يوظف الأسطورة والخرافة لترسيخ الجهل وصناعة الوهم الذي يستفيد منه أعوانه ودعاة خوارق مزيفة، بواسطتها يتم تثبيتلطتهم والسيطرة على العقول والأرزاق…

للحب دور فاعل في تذويب التناقضات الإثنية والدينية من أجل حرية البلد ومواجهة سلاح الأسطورة بسلاح الحقيقة…لابد من العشق… والقضية تحتاج إلى قلوب عاشقة لا وعقول حالمة، حيث يمكن القفز على كل المتاريس والعقد التاريخية عرقية كانت أم دينية..

رواية تمتد أحداثها ما بين السودان والمغرب، ومحطات بمصر، لصوفي مغربي، تزوج من ابنة زاوية سودانية في بداية القرن العشرين، وتم إستغلال اسمه بعد موته، في بلدة نائية من لدن امرأة لعبت على العقول والشهوات، وصنعت خرافة خدمت بها نفسها وأعوانها والمحتل، إلى أن يفتح صندوق أسرار السيدة الصوفية أمونة، وتنطلق رحلة إدريس، ابنها لتحرير إسم أبيه أولاً، ثم البلد ثانيا…

وتبدأ رحلة النور والعبور والحرية والكرامة وتحرير العقول من الزيف والوهم.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى