الأخبارتقارير

أهالي الكومة يطالبون بوقف القصف الجوي المتكرر وسط تفاقم الأزمة الإنسانية

23 غارة جوية دون وجود أهداف عسكرية.. السكان يدفعون الثمن

الكومة | برق السودان – تقرير

تصاعدت وتيرة القصف الجوي الذي ينفذه الجيش السوداني على بلدة الكومة الواقعة شمال شرق الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط مطالبات شعبية بوقف استهداف المدنيين ومصادر الحياة الأساسية في المنطقة.

وبحسب شهادات الأهالي، نفذت الطائرات الحربية نحو 23 غارة جوية خلال الأسابيع الأخيرة، دون وجود أي معسكرات لقوات الدعم السريع، وهو ما يزيد من الشكوك حول طبيعة هذا الاستهداف وأسبابه.

23 غارة جوية دون وجود أهداف عسكرية.. السكان يدفعون الثمن

وقال ناظر قبيلة الزيادية، عبدالله آدم جزو، في تصريح لـ”برق السودان”، إن استمرار القصف الجوي على البلدة تسبب في وقوع مئات القتلى والجرحى، فضلًا عن تدمير واسع للأعيان المدنية، بما فيها الأسواق والمدارس والمساجد والمنازل. وأكد أن هذه الغارات غير مبررة عسكريًا، حيث لا توجد أي مواقع عسكرية لقوات الدعم السريع في المنطقة.

استهداف البنية التحتية يفاقم الأزمة الإنسانية

أدى القصف المتكرر إلى تدمير شبه كامل للبنية التحتية في الكومة، خاصة بعد استهداف محطة المياه الرئيسية مرتين، وهي المصدر الوحيد الذي يمد الأهالي بالمياه بأسعار رمزية. وقال المواطن عزالدين محمد الحسن، وهو أحد سكان البلدة، إن تدمير هذه المحطة تسبب في أزمة مياه خانقة، حيث أصبح السكان مضطرين لقطع مسافات طويلة للحصول على المياه.

وأضاف الحسن، أن ما يحدث في الكومة “ليس مجرد عمليات عسكرية، بل استهداف منظم لسكان المنطقة”، مشيرًا إلى أن القصف يتم باستخدام البراميل المتفجرة، مما يزيد من حجم الأضرار والخسائر. وأوضح أن معظم النازحين الذين استقروا في البلدة بعد فرارهم من القتال في مناطق أخرى، أصبحوا الآن بلا مأوى مجددًا بسبب القصف المستمر.

كومة
أسفر القصف الجوي على كومة عن حالة من الذعر بين السكان

إدانات حقوقية ودعوات للتحقيق في القصف العشوائي

في السياق ذاته، استنكر المحامي والناشط الحقوقي محمد عادل إبراهيم، استمرار القصف الجوي على المناطق المدنية في شمال دارفور، معتبرًا أن هذه الممارسات قد ترقى إلى “جرائم حرب” وفق القانون الدولي. وقال إبراهيم، إن استهداف مصادر المياه والبنية التحتية الأساسية للسكان يتعارض مع اتفاقيات جنيف، ويستدعي تدخلاً عاجلًا من المنظمات الحقوقية الدولية.

وطالب ناشطون حقوقيون بفتح تحقيق دولي في هذه الغارات الجوية، وتحديد المسؤولين عنها لضمان محاسبتهم. كما دعوا إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين، خاصة في ظل تصاعد العنف في مناطق أخرى من إقليم دارفور.

يجد سكان الكومة أنفسهم بين مطرقة القصف الجوي وسندان الأزمة الإنسانية المتفاقمة، حيث تتعرض حياتهم ومصادر رزقهم لخطر مستمر. ومع تزايد الإدانات المحلية والدولية، يبقى السؤال: هل يتوقف هذا الاستهداف أم تستمر دارفور في دفع ثمن الصراعات الدائرة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى