الأخبارتقارير

إبعاد مسؤول عسكري سوداني وسط جدل وانتقاد

تهميش شمس الدين الكباشي، بعد دعوة الجلوس على طاولة المفاوضات مع قوات الدعم السريع

الخرطوم | برق السودان – تقرير خاص

في تحول للأحداث مؤخراً، اهتز الجيش السوداني بسبب الغياب المفاجئ لشمس الدين الكباشي، عن اجتماع حاسم لمركز القيادة والسيطرة، حضره كبار قادة الجيش.

تصاعد الموقف أكثر عندما تم تهميش الكباشي، عضو مجلس السيادة ونائب القائد العام للجيش، إثر دعوة للدخول في مفاوضات مع قوات الدعم السريع.

أثار هذا القرار، إلى جانب رفض رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، تعيين جنرال جديد يحل محل “حميدتي” المعزول، تكهنات وخلافات داخل المؤسسة العسكرية. وفي هذا التقرير نتعمق في ملابسات غياب الكباشي ونستكشف الأسباب المزعومة وراء غيابه.

تهميش شمس الدين الكباشي بعد دعوة الجلوس على طاولة المفاوضات مع قوات الدعم السريع

إبعاد شمس الدين الكباشي ومدلولاته

في الاسبوع الماضي أدلى الكباشي، أحد الشخصيات البارزة في مجلس السيادة الانتقالي والجيش السوداني، بتصريح هام أعرب فيه عن انفتاح القوات المسلحة على المبادرات الهادفة إلى إنهاء الصراع الدائر في السودان. وقد لقي هذا التصريح استحساناً داخلياً وخارجياً، وحصل على دعم من مختلف القطاعات. ومع ذلك، ولدهشة الكثيرين، تم إبعاد الكباشي فجأة من إجتماعات مركز القيادة والسيطرة وظل على مسافة. وتشير التقارير إلى أن قرار إبعاده جاء في أعقاب تصاعد الضغوط والانتقادات الموجهة إلى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان من الضباط الإسلاميين المتطرفين داخل الجيش السوداني الذين يرفضون الدخول في إي مفاوضات سلام مع قوات الدعم السريع.

قرار البرهان وخوفه من الكباشي

قرار البرهان، عدم تعيين نائباً له في المجلس العسكري يثير الدهشة. هذا الاختيار نابع من خوفه الواضح من أن شمس الدين كباشي المعين قد ينقلب ضده، مثلما فعل نائبه السابق “حميدتي”. الخوف من تكرار السيناريو جعل البرهان،  يخشى تعيين أي جنرال من داخل المجلس أو المؤسسة العسكرية. مثل هذه القرارات التي اتخذت بمعزل عن المستشارين العسكريين ذوي الخبرة أدت إلى سلسلة من النتائج السلبية التي لم تكن في صالح القوات المسلحة. يجادل النقاد بأن نهج البرهان الأحادي قد يقوض فعالية الجيش في معالجة نزاعات متعددة في جميع أنحاء البلاد.

الدوافع الخفية وراء إبعاد الكباشي

في حين أن الأسباب الرسمية لإبعاد شمس الدين الكباشي لم تُكشف بعد، إلا أن هناك تكهنات قوية حول الدوافع الحقيقية. وتشير بعض المصادر إلى وصول معلومات استخبارية موثوقة إلى البرهان، مما يشير إلى وجود حراك متزايد ضده داخل القوات المسلحة.

وبحسب ما ورد انتقد الضباط والقادة العسكريون قرارات البرهان العسكرية الأخيرة، والتي أسفرت عن عواقب وخيمة على المعارك في الخرطوم بحري وكردفان ودارفور ومناطق أخرى. كخطوة استباقية للحفاظ على السيطرة وتجنب أي انهيار داخلي أو تمرد ضد توجيهاته، ربما اختار البرهان، إبعاد الكباشي من القيادة العامة.

أثار الغياب المفاجئ والإبعاد اللاحق لشمس الدين الكباشي من عملية صنع القرار في الجيش السوداني جدلًا وأثار تساؤلات حول قدرة القيادة على التعامل بفعالية مع النزاعات الجارية. مع استمرار التوترات داخل المؤسسة العسكرية، لا يزال المسار المستقبلي للمشهد السياسي والأمني في السودان غير مؤكد. الوقت وحده هو الذي سيكشف الأثر الحقيقي لهذه الأحداث على استقرار البلاد وحكمها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى