الأخبارالرياضة

إجتماعياً سياسياً ورياضياً السودان والإمارات.. علاقة وثيقة عمرها 50 عاماً

زايد الخير أرسى ومتن أقوى العلاقات بين البلدين

الخرطوم | برق السودان – ✍️ فريق التحرير

يحتفظ السودان، بعلاقات وشيجة مع أشقائه في الإمارات، على كافة الأصعدة ومن بينها الوصل الرياضي، الذي لا تحده حدود، فالشاهد أن جسور المحبة ما بين الأشقاء تمتد لعقود من الزمان، زانها الإحترام المتبادل، والنوايا الصادقة في الدفع بعجلتها إلى الأمام خدمة لشعبي البلدين بالكيفية التي يعم عليهما الخير كله، ومن هنا تطورت العلاقات الممتدة حتى اليوم بمكاسب لا تحصى ولا تعد، كانت نتاجاً لمجهودات رجال يسدون قرص الشمس في أرض زايد الخير، وفي أرض النيلين.

جسور المحبة ما بين الأشقاء تمتد لعقود من الزمان زانها الإحترام المتبادل والنوايا الصادقة في الدفع بعجلتها إلى الأمام خدمة لشعبي البلدين

ولا شك بأن التطور الكبير الذي طرأ على كرة القدم في الإمارات، كان للسودانيين أدوار فعالة فيه بالنظر إلى أن أول من تولى قيادة الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، كان هو كمال حمزة في العام 1968، وما بين التوقيت، بلوغا للعام 2018، الذي شهد احتفالات الإمارات بعام زايد، ومن بين الفقرات لقاء الديربي، بين الهلال، والمريخ، في أبوظبي، ما بين الموعدين، كثير من الرباط القوي، والوصل المتمدد، والحب الكبير، الذي عماده إحترام بلا حدود، ومصير مشترك، وتلاقي يعبر تماماً عن روعة الإماراتيين، وتفرد السودانيين.

إعتراف مبكر

 

كان السودان من أوائل الدول التي أعلنت اعترافها بدولة الإمارات وذلك إبان استقلالها من بريطانيا عام 1971، حينها كان شكل الاستقلال من الإنجليز يأخذ شكل كونفيدرالي وبهذا الإتحاد وقتها اعترف السودان بها إيماناً منه أن هذه الوحدة قد تكون نواة لوحدة أكبر في المستقبل؛ وهي الوحدة العربية التي كان يؤمن بها الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري.

وللتاريخ، نذكر أن الزيارة الأولى للمغفور له بإذن الله تعالى باني دولة العز والفخر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كانت للسودان في 20 فبراير 1972،  بعد شهر ونصف من قيام الدولة، واستقبلت الإمارات الرئيس السوداني وقتها كأول رئيس يزورها بعد قيامها وأول دولة تعترف بقيامها واستقلالها.

الشيخ زايد وكمال حمزة

وتبلورت العلاقات بين الإمارات والسودان منذ أيام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان يكن محبة للسودان، وانتقلت العلاقات من مرحلة العون إلى مرحلة جديدة هي الاستثمار، فالعون مداه قصير، أما الاستثمار فيستفيد منه السودان مستقبلا، إذ تأسست أول شركة عام 1975حملت اسم “شركة الإمارات والسودان للاستثمار”، ولها عدة مشروعات وكانت الشركة الأم لعدة شركات خرجت، منها شركة الإمارات والبحر الأحمر للاستثمار.

وقبل تلك الفترة وبعدها، كان للسودان الدور الرئيس في خطط البناء والتعمير، حيث استقطبت الإمارات، كوادر سودانية في مرافقها الحيوية في البلديات، وأقسام المساحة، ودوائر الزراعة، وبعض إدارات الشرطة لبناء دولة الإمارات العصرية التي باتت اليوم ملء السمع والبصر، وتضاهي دول العالم في كل المناحي.

عام زايد-الكلاسيكو

كرة القدم

 

وكما كانت مساهمات السودانيين في المرافق المختلفة، كان لكرة القدم نصيب من ذلك الاهتمام، ومن أبرز القيادات السودانية في هذا المجال كمال حمزة،  الذي تشكل أول اتحاد لكرة القدم في دبي برئاسته عام 1968، وكان حينها مديراً لبلدية دبي، ومحمد التيجاني، الذي كان مديراً لدائرة الأراضي «الطابو»، سكرتيراً عاماً لذلك الاتحاد، ومن هنا نمت العلاقة الرياضية بين الإمارات والسودان الشقيق، وساهمت الكوادر السودانية في التدريب والتحكيم، واستقطبت الاندية الاماراتية في البدايات الأولى لاعبين سودانيين مشاهير، وحرصت هذه الاندية على زيارات متكررة إلى الخرطوم بغية الاستفادة الفنية والإدارية، أبرزهم نادي النصر الذي تعاقد مع أبرز نجوم الكرة السودانية في تلك الفترة، كما لعب عدد من لاعبي دولة الإمارات العربية المتحدة في بعض الأندية السودانية خلال ابتعاثهم إليها في دورات عسكرية، نذكر منهم كابتن النصر سالم يوشنين، الذي لعب لنادي المريخ.

عام زايد-الكلاسيكو

لاعبون ومدربون

 

في منتصف سبعينيات القرن الماضي اعلن الرئيس الراحل جعفر محمد نميري، الرياضة الجماهيرية، وبدأت اعداد كبيرة من اللاعبين في الهجرة الى خارج السودان بشكل عام ودول الخليج والامارات العربية المتحدة بشكل خاص منهم على سبيل المثال اوائل اللاعبين الذين جاءوا إلى الامارات عمر عبدالمجيد علي طه، الذي لعب حارس مرمى لفريق الامارات في المباراة الشهيرة مع فريق من البريطانيين بجانب عمر عثمان ابو بكر، علي كلتش، إبراهيم بلاش، عز الدين عجاج، سعد عزت، سيف البلة، جعفر محمد علي البعيو، علي عثمان، عطية محمد عطية، منذ الستينيات لعبوا لعدد من اندية أبوظبي، رضوان في راس الخيمة ، الناير للعروبة ثم للعين ، مصطفى سيماوي في الرمس، وفي نادي النصر لعب كل من الفاضل سانتو، محمد حسين كسلا، حموري الصغير، ثم حارس المرمى الطيب سند، نجم الدين حسن، سعد زكريا في الشارقة، وفوزي المرضي في الشعب، محمد سعيد الشهير بجيمس لاعب التحرير البحراوي السابق الذي لعب لنادي ابو ظبي “العودة سابقاً”.

كابتن بشارة عبد النضيف
كابتن بشارة عبد النضيف

ومن المدربين يعتبر إبراهيم يحيى الكوارتي “سيد التيم” أول مدرب سوداني يعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة وفوزي التعايشة في الاهلي دبي، بشارة عبد النضيف في النصر دبي، محمد السيد حمام، في الظفرة، ابو العز، في راس الخيمة، صلاح قطب في الحمرية، محمد علي الجاك شواطين، في الحمرية والوصل والنصر، سليمان فارس، في اليرموك والمرحوم الهادي صيام، في عجمان ثم الحمرية، ديم الصغير في عجمان وحتا والحمرية، الشيخ عبد الكافي في الحمرية وحتا، بشارة عبد النضيف في النصر، امين زكي في عجمان والعروبة، مدرب الحراس عادل محمد الحسن في الاهلي، مزمل بارود في حتا، محمد عطية، مدرب الحراس بنادي الاهلي، عثمان ريحان ريكس، في العين، عباس ريكس في خورفكان، ابشر النويري، وجميل في دبي، عبدالفتاح حمد، في بن ياس، بجانب بشير ناغويرا، وكابتن إيهاب ميرغني، مشرف المراحل السنية بنادي حتا سابقاً وهو يعمل حتى الان في دولة الإمارات العربية المتحدة.

بشارة عبد النضيف
الجيل الذهبي لنادي النصر الإماراتي يكرم بشارة عبد النضيف

معتز كبير.. علامة فارقة مع حتا ورأس الخيمة

 

كان مهاجم الهلال الدولي السابق معتز ابراهيم كبير، أحد اللاعبين السودانيين الذين نجحوا في ترك بصمتهم في ارض زايد الخير، فهداف الهلال السابق دافع عن ألوان ناديي حتا ورأس الخيمة ففي يوم الخميس 29/7/2004، أعير معتز كبير إلى نادي حتا الإماراتي (الدرجة الثانية) لمدة 10 أشهر، شارك مع النادي الإماراتي في 21 مباراة وأحرز 22 هدف ونال وصيف هداف الدوري خلف لاعب بني ياس البرازيلي جاديلسون، مع العلم ان اللاعب البرازيلي لعب 6 مباريات إضافية في المربع الذهبي الذي لم يتأهل إلية نادي حتا.

في مايو 2005، عاد معتز كبير لنادي الهلال العاصمي وشارك معه في 7 مباريات وسجل 6 أهداف.وفي يوم الإثنين 2/1/2006 أعير اللاعب وعاد للدوري الإماراتي مرة أخرى ولكن هذه المرة كانت عبر بوابة نادي رأس الخيمة الإماراتي كإعارة لمدة 6 شهور شارك في 6 مباريات كانت هي فقط المتبقية للنادي في الدوري وسجل 5 أهداف. في يونيو 2006 عاد معتز كبير لناديه الهلال العاصمي وشارك 6 مباربات وأحرز 5 أهداف.

كلاسيكو السودان في عام زايد

عام زايد

في العام 2018، إلتقى الهلال، بنظيره المريخ، في ديربي اختلف تماماً عما سبقه، فالمكان كان أبوظبي، وسط حضور جماهيري ضج به ملعب محمد بن زايد، عندما تغلب على خصمه التقليدي المريخ 2/‏‏‏1 في مباراة ماراثونية بين الفريقين، ليتوّج الهلال بكأس الكلاسيكو، الذي اختلف عن سابقه، فكان بمثابة التلاقي الكبير في أرض زايد الخير، بينما جسدت جماهير الجالية السودانية في الإمارات لوحة باذخة الجمال.

مواضيع ذات علاقة
إقرأ أيضا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى