إكذوبة الرد العسكري الإيراني: اتفاق خفي مع واشنطن وتصفية داخلية لقادة الحرس الثوري
ترتيب أميركي - إيراني لتصفية قادة الحرس المتشددين

تقرير | برق السودان
في خضم التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، برزت موجة من الدعاية الإيرانية عن “رد عسكري صاروخي” عقب الهجوم الإسرائيلي على مواقع إيرانية حساسة. إلا أن المعطيات الميدانية والاستخباراتية تكشف أن ما حدث لم يكن سوى مسرحية مدروسة، شاركت في إخراجها أطراف متعددة، أبرزها طهران وواشنطن، بهدف التخلص من الجناح المتشدد داخل الحرس الثوري الإيراني، وتهدئة الداخل الإيراني دون الدخول في مواجهة شاملة لا تملك طهران القدرة عليها.
الهدف؛ التخلص من الجناح المتشدد داخل الحرس الثوري الإيراني وتهدئة الداخل الإيراني دون الدخول في مواجهة شاملة
الصواريخ الإيرانية: “خردة” للاستعراض الإعلامي
بحسب مصادر استخباراتية في المنطقة، فإن غالبية الصواريخ التي أطلقتها إيران نحو مواقع إسرائيلية كانت إما قديمة الطراز أو تحمل رؤوسًا غير فعالة، وتم اعتراض معظمها بسهولة. تقارير الدفاع الجوي الإسرائيلي كشفت أن 97% من الصواريخ تم إسقاطها خارج المجال الجوي الإسرائيلي، في حين لم تُسجل أي إصابات أو أضرار مادية كبيرة، ما يطرح تساؤلات جدية حول جدية الرد الإيراني.
التحليل الفني أشار إلى أن الصورايخ المستخدمة تعود إلى مخزونات قديمة، تم تجميعها سريعًا دون معايرة دقيقة، ما يثبت أن الهدف لم يكن إحداث ضرر فعلي، بل مجرد تنفيذ مناورة استعراضية لتهدئة الرأي العام الإيراني الذي طالب بالانتقام عقب الهجمات الإسرائيلية.
ترتيب أميركي – إيراني لتصفية قادة الحرس المتشددين
الجانب الأخطر في هذه الرواية يكمن في تزامن “الرد العسكري” الإيراني مع عمليات اغتيال دقيقة استهدفت قادة بارزين في الحرس الثوري، نفذت من الداخل، دون أي مؤشرات اختراق خارجي. أحد المسؤولين الأمنيين السابقين في المنطقة وصف تلك الاغتيالات بأنها “عمليات نظيفة بتقنية استخباراتية متقدمة، لا تنفذها سوى أجهزة داخلية بتغطية خارجية”.
مصادر مقربة من صنع القرار في طهران أكدت وجود تفاهمات ضمنية مع واشنطن – عبر وسطاء – لإعادة ضبط البنية الأمنية في إيران عبر تصفية العناصر المتشددة، لا سيما أولئك الرافضين لأي انفتاح دبلوماسي أو تهدئة في المنطقة. هذا السيناريو يخدم الطرفين: واشنطن تتخلص من رؤوس متطرفة، وطهران تعيد هيكلة جهازها الأمني دون دفع الثمن السياسي داخليًا.
الإقليم لم يرفع حالة التأهب: دلالة على التفاهم المسبق
رغم أن المنطقة شهدت تبادلًا للنيران بين قوتين إقليميتين، إلا أن دول الجوار، بما فيها الأردن وتركيا والخليج، لم ترفع حالة التأهب، بل خفضتها بعد الضربات الإسرائيلية. حتى أن بيانات بعض وزارات الدفاع اكتفت بعبارات “نراقب التطورات”، دون أي تحذير جوي أو توجيه لسكانها المدنيين.
هذا الصمت غير المعتاد يوحي بوجود تنسيق مسبق أو علم بهذه المناورة العسكرية المحدودة، ما يعزز فرضية أن ما جرى لم يكن ردًا حقيقيًا، بل جزءًا من ترتيب أكبر لإعادة تشكيل التوازنات الداخلية في إيران، بموافقة غير معلنة من قوى إقليمية ودولية.
الرد الإيراني لم يكن سوى عرضًا تلفزيونيًا لإرضاء الداخل، بينما تُدار لعبة أعمق في الخفاء، هدفها تغيير موازين القوة داخل طهران وليس خارجها. من الواضح أن عملية تطهير هادئة تجري داخل الحرس الثوري تحت غطاء “الرد على إسرائيل”، وبصمت مريب من دول الإقليم.
ما يبدو في الظاهر كصراع عسكري، يخفي تحالفات خفية وترتيبات سرية بين أعداء الأمس، تضع إيران على مسار جديد قد يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط سياسيًا وأمنيًا خلال الأشهر المقبلة.