إمارات الخير : قيادة وريادة
برق السودان | للناس والوطن ✍️ مصعب الفكي
ظلت دولة الإمارات العربية المتحدة على الدوام سنداً للعرب والمسلمين، ما أن تلم ضائقة ببلد عربي أو مسلم إلا وتجد الإمارات مدت يد العون له إيماناً منها بالدور الكبير الذي يجب أن تضطلع به تجاه أشقائها، وكان هذا نهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه.
وكما ذكرت في المقال السابق، فعلاقة الإمارات بالسودان قديمة ومتينة، وكانت أولى ثمار مسيرة الخير والعطاء للإمارات في السودان إنشاء طريق بورتسودان بطول 600 كلم، الذي يعتبر من أهم المشاريع التنموية لأنه يربط ميناء السودان الرئيس بوسط البلاد وتواصلت مسيرة العطاء خلال سنوات الشيخ زايد، ثم سار على نهجه الشيخ خليفة، رحمه الله بالعديد من المشاريع التي أسهمت في تنمية وتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين.
ثم بدأت حقبة جديدة بعد ثورة ديسمبر المجيدة، شهدت الفترة الانتقالية دعماً كبيراً من الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة الذي أكد في أكثر من مناسبة، دعم بلاده المتواصل لاستقرار السودان، ومع بداية الفترة الانتقالية قدمت الإمارات حزمة مساعدات مشتركة مع السعودية، يصل إجمالي مبالغها إلى ثلاثة مليارات دولار أمريكي، ثم رعت اتفاق السلام مع حركات الكفاح المسلح في أكتوبر 2020، كما توسطت لحل النزاع الحدودي مع الجارة إثيوبيا وقضية سد النهضة في فبراير، 2021.
ودعمت الإمارات احتياطيات العملات الأجنبية في بنك السودان المركزي، بإيداع 250 مليون دولار في أبريل 2021 بجانب 540 ألف طن من القمح لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للشعب السوداني في تلك الفترة الحرجة، وخلال جائحة كورونا أرسلت الإمارات شحنات طبية بلغت في مجملها 100 طن، كما أنشأت مستشفى محمد بن زايد الميداني في ولاية دارفور ويحتوى على جميع المعدات والأجهزة الطبية والأدوية ويضم 208 سرير لعلاج المصابين بكورونا.
وعندما اجتاحت السيول بعض ولايات السودان في خريف 2022، أقامت الإمارات جسراً جوياً لإغاثة المتضررين وحرص سفير الإمارات لدى السودان حمد الجنيبي، على أن تصل المساعدات للولايات الأكثر تضرراً مثل الخرطوم والجزيرة ونهر النيل.
وعندما اندلعت الحرب في السودان كانت الإمارات سباقة بإرسال 116 طناً من المساعدات الطبية والغذائية كما أرسلت مساعدات إلى اللاجئين السودانيين في دول الجوار مثل تشاد التي وصلها حوالي نصف مليون نازح أقامت لهم الإمارات مستشفى ميدانياً على الحدود بين البلدين، ثم توالت المساعدات حتى هذه اللحظة سواء إلى بورتسودان أو الجارة تشاد أو مناطق النازحين السودانيين الذين فروا من مناطق القتال.
يأتي كل ذلك من حرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد “رجل السلام”، على أمن واستقرار السودان وعلى دعم الشعب السوداني في هذه المحنة التي تمر بها بلادنا، كانت ولا زالت الإمارات سنداً وعضداً للسودان بالدعم على الأصعدة كافة، وهذا ليس غريباً من أبناء الشيخ زايد “حكيم العرب” فأياديهم بيضاء على كل العرب والمسلمين.