الأخبار

إيران وروسيا تسعيان لإنشاء قاعدة عسكرية في السودان وسط تصاعد الحرب الأهلية

مفاوضات عسكرية بين طهران وموسكو والجيش السوداني

بورتسودان | برق السودان

في الأشهر الأخيرة، أجرت إيران وروسيا مفاوضات مع الجيش السوداني لإنشاء قاعدة عسكرية في ميناء بورتسودان، وهو تطور يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذا الميناء المطل على البحر الأحمر. وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه الحرب الأهلية السودانية تصعيدًا غير مسبوق، حيث يلعب الدعم الخارجي دورًا حاسمًا في ترجيح كفة الصراع لصالح أحد الأطراف المتحاربة.

تزايدت أهمية هذه المفاوضات عقب الانتكاسات التي تعرضت لها كل من روسيا وإيران في سوريا، حيث فقدت موسكو وطهران جزءًا من نفوذهما هناك بسبب المتغيرات العسكرية والسياسية، مما دفعهما إلى البحث عن موطئ قدم جديد في القارة الإفريقية. ويعد السودان، بسبب موقعه الاستراتيجي وثرواته الطبيعية، هدفًا جذابًا لهذه القوى.

دور الأسلحة الإيرانية والروسية في الحرب السودانية

لعبت الطائرات المسيّرة الإيرانية والأسلحة الروسية دورًا محوريًا في الصراع الدائر في السودان. حيث زودت إيران الجيش السوداني بعشرات الطائرات المسيّرة وشحنات من الأسلحة الكيميائية، بينما باعت روسيا ملايين البراميل من الوقود وآلاف الأسلحة ومكونات الطائرات. أسهم هذا الدعم العسكري في تعزيز موقف الجيش السوداني، ما مكّنه من استعادة أجزاء من العاصمة الخرطوم والسيطرة على مساحات واسعة من البلاد كانت تخضع لقوات الدعم السريع.

وتأتي هذه الإمدادات العسكرية في وقت يتزايد فيه اعتماد الأطراف المتحاربة على العائدات المالية الضخمة من مبيعات الذهب السوداني، حيث يُعتقد أن الجيش السوداني يحقق أكثر من مليار دولار سنويًا من هذه التجارة، مما يساعده على تمويل عملياته العسكرية.

أهمية القاعدة العسكرية لروسيا وإيران

يكتسب إنشاء قاعدة عسكرية في بورتسودان أهمية استراتيجية لكل من روسيا وإيران، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية التي تهدد نفوذهما. فبالنسبة لروسيا، تواجه موسكو خطر فقدان قواعدها العسكرية في سوريا بعد تصاعد الضغوط على نظام بشار الأسد، مما يجعل السودان بديلاً محتملاً للحفاظ على نفوذها العسكري في المنطقة.

أما إيران، فتسعى من خلال وجودها العسكري في السودان إلى تعزيز حضورها في البحر الأحمر ومواجهة الضغوط الإسرائيلية المستمرة على نفوذها الإقليمي. ويُعتقد أن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم وطهران في أواخر عام 2023 كانت خطوة أولية لتعزيز التعاون العسكري بين الجانبين.

التأثير الإقليمي والدولي للمفاوضات العسكرية

تتزامن هذه التطورات مع موجة من الانقلابات العسكرية التي شهدتها منطقة الساحل الإفريقي، والتي أدت إلى تقارب جيوش مالي وبوركينا فاسو والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى مع موسكو، مما أضعف النفوذ الغربي في المنطقة. وقد استغلت روسيا هذه التحولات لتعزيز وجودها العسكري عبر نشر مرتزقة في تلك البلدان، وهو نهج قد يتكرر في السودان إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بشأن القاعدة العسكرية في بورتسودان.

في ظل هذه التحولات، يظل السودان محط أنظار القوى الدولية، إذ يتنافس اللاعبون الإقليميون والدوليون على تعزيز نفوذهم في بلد تمزقه الحرب، ولكنه يحتل موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية في قلب إفريقيا وعلى ممرات التجارة العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى