تكنولوجياعلوم

ابتكارات في البصريات: عدسات فائقة وكاميرات بلا عدسة تعيد تشكيل مستقبل التصوير

من الهواتف الذكية إلى التصوير الطبي… تقنيات ثورية تغيّر قواعد اللعبة

إبتكار | برق السودان

يشهد عالم البصريات طفرة كبيرة بفضل تقنيات جديدة تغير مفهوم العدسات التقليدية التي رافقت التصوير لقرون. ابتكارات مثل العدسات المعدنية متعددة الألوان (Metalenses) والكاميرات عديمة العدسة باستخدام تقنيات قديمة مثل الثقب (Pinhole) تعيد رسم حدود ما يمكن إنجازه في مجالات التصوير المختلفة، بدءًا من الكاميرات المحمولة وحتى الأنظمة الطبية المتقدمة.

العدسات المعدنية متعددة الألوان: ثورة في عالم التصوير

العدسات المعدنية أو “الميتالينس” تمثل جيلًا جديدًا من العدسات فائقة الرقة. بخلاف العدسات الزجاجية التقليدية، تعتمد هذه التقنية على هياكل نانوية دقيقة تتحكم في انكسار الضوء بشكل متطور، مما يسمح بتجميع الضوء من عدة أطوال موجية في نقطة واحدة.
هذه العدسات يمكن أن تُحدث تحولًا جذريًا في الكاميرات المستخدمة في الهواتف الذكية والطائرات المسيّرة (الدرونز)، حيث تجمع بين الأداء العالي والحجم الصغير، مما يقلل من الحاجة إلى أنظمة عدسات معقدة وكبيرة الحجم.

التصوير بلا عدسة: إحياء تقنية الثقب بلمسة عصرية

رغم أن تقنية الثقب (Pinhole) قديمة، فإن العلماء طوروا أنظمة حديثة تعتمد عليها لتوليد صور ثلاثية الأبعاد من دون استخدام عدسات. بدلاً من الزجاج أو المعدن، تستخدم هذه الكاميرات خوارزميات متقدمة لمعالجة الضوء الداخل عبر فتحات صغيرة جدًا.
هذا النهج الجديد يوفر أجهزة تصوير أخف وأرخص، مع قدرة على العمل في بيئات يصعب فيها استخدام العدسات التقليدية، مثل المساحات الضيقة أو الظروف الطبية الحساسة.

تأثيرات واسعة على التصوير الطبي والتقنيات الناشئة

إمكانيات هذه الابتكارات لا تقتصر على الكاميرات الاستهلاكية فقط، بل تمتد إلى مجالات حيوية مثل التصوير الطبي، حيث يمكن أن تساعد العدسات الفائقة والكاميرات عديمة العدسة في تحسين دقة صور الأشعة والموجات فوق الصوتية.
في مجال المراقبة والأمن، تتيح هذه الأنظمة تصميم كاميرات صغيرة الحجم يصعب اكتشافها، بينما في الواقع الافتراضي والمعزز، يمكن أن تفتح الباب لتجارب أكثر واقعية بفضل تحسين عرض الصور ثلاثية الأبعاد. أما في الأجهزة المحمولة، فقد نشهد جيلًا جديدًا من الهواتف الذكية بقدرات تصويرية متفوقة دون الحاجة إلى بروز الكاميرا التقليدي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى