الأخبارتقارير

اتهامات جديدة تعصف بمسؤولي برنامج الأغذية العالمي

تستر على دور الجيش السوداني في عرقلة المساعدات وتضليل المانحين

بورتسودان | برق السودان

يشهد السودان أزمة متفاقمة مع ظهور اتهامات جديدة تطال كبار مسؤولي برنامج الأغذية العالمي، الذين يُعتقد أنهم تورطوا في التستر على دور الجيش السوداني في عرقلة وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين. يأتي ذلك في وقت حساس بالنسبة للسودان، الذي يعاني من واحدة من أشد أزمات الغذاء في العالم، مما يضع قيادة الجيش السوداني في موقف حرج أمام المجتمع الدولي والرأي العام الداخلي.

تحقيقات برنامج الأغذية العالمي: كشف التستر على عرقلة المساعدات

كشفت مصادر موثوقة أن برنامج الأغذية العالمي يجري حالياً تحقيقات مع اثنين من كبار مسؤوليه في السودان، يشتبه في محاولتهم إخفاء دور الجيش السوداني في منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. يأتي هذا التحقيق بعد تقارير تشير إلى أن بعض هذه المساعدات تم عرقلتها عمدًا أو تأخيرها لفترات طويلة، مما زاد من حدة أزمة الجوع التي تشهدها البلاد.

المخاوف تتزايد بين مسؤولي الإغاثة من الإدلاء بتصريحات علنية حول دور الجيش السوداني في الأزمة الإنسانية خوفاً من تعرضهم للطرد من البلاد أو منعهم من الوصول إلى المناطق المتضررة

من بين المسؤولين الذين يخضعون للتحقيق خالد عثمان، نائب مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان، الذي تم نقله إلى “مهمة مؤقتة” خارج البلاد، ما يُعتبر تعليقًا فعليًا لمهامه. كذلك، يُجري تحقيق مع محمد علي، مدير مكتب البرنامج في مدينة كوستي، بشأن اختفاء كميات كبيرة من وقود المنظمة، ما يزيد من تعقيد القضية. ورغم محاولات البرنامج لتجنب الكشف عن تفاصيل التحقيقات، إلا أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أكدت تلقيها إخطارًا حول وقائع تحايل محتملة تؤثر على عمليات برنامج الأغذية العالمي في السودان.

تأثير التحقيقات على عمليات الإغاثة والعلاقات الدولية

هذه الاتهامات تُلقي بظلالها على العلاقات الدولية بين السودان والجهات المانحة، خاصة وأن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تعد أكبر مساهم في برنامج الأغذية العالمي. ومع استمرار التحقيقات، يبقى التساؤل حول مدى تأثير هذه الأزمة على استمرارية تقديم المساعدات الإنسانية للسودان. في الوقت الذي يعمل فيه البرنامج جاهداً لتوفير التمويل اللازم لمواجهة الجوع في السودان وأماكن أخرى، فإن هذه التحقيقات قد تعرقل الجهود الدولية في هذا المجال.

المخاوف تتزايد بين مسؤولي الإغاثة من الإدلاء بتصريحات علنية حول دور الجيش السوداني في الأزمة الإنسانية، خوفاً من تعرضهم للطرد من البلاد أو منعهم من الوصول إلى المناطق المتضررة. هذا الوضع يعكس تعقيدات العلاقة بين السلطات السودانية والمنظمات الدولية، حيث يُتهم الجيش باستخدام الجوع كوسيلة ضغط ضد قوات الدعم السريع، ما يضع حياة الملايين من السودانيين في خطر.

تصاعد الضغوط الدولية على الجيش السوداني

يأتي التحقيق في توقيت حرج للغاية بالنسبة للجيش السوداني، الذي يواجه ضغوطاً متزايدة من المجتمع الدولي. رفض الجيش مؤخراً المشاركة في مفاوضات السلام بجنيف، مما زاد من عزلة الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش في بورتسودان. يتزامن ذلك مع تقارير تفيد بأن الجيش يحاول التهرب من الضغوط الدولية التي تطالبه بفتح ممرات إنسانية للمساعدات.

ورغم نفي الجيش والحكومة المؤقتة وجود أزمة جوع في البلاد، إلا أن التقارير الواردة من منظمات الإغاثة تؤكد العكس. يظهر الجيش السوداني بمظهر من يحاول إحكام سيطرته على الأوضاع الإنسانية كجزء من استراتيجيته العسكرية، مما يثير انتقادات واسعة النطاق من قبل المجتمع الدولي.

مستقبل المساعدات الإنسانية في السودان

مع استمرار التحقيقات، يبقى المستقبل غير واضح بالنسبة لعمليات الإغاثة في السودان. برنامج الأغذية العالمي يعمل على تعزيز جهوده لتقديم المساعدات في ظل التحديات المتزايدة، ويقوم باتخاذ إجراءات لتوظيف المزيد من الكوادر لضمان استمرارية عملياته. ولكن تظل التساؤلات حول مدى قدرة البرنامج على تجاوز هذه الأزمة دون أن يتأثر بالتعقيدات السياسية والعسكرية التي تفرضها الأوضاع في السودان.

في النهاية، يشير الوضع الحالي إلى ضرورة إجراء تحقيقات شاملة وشفافة، ليس فقط داخل برنامج الأغذية العالمي، بل أيضاً في الأدوار التي يلعبها الجيش السوداني في هذه الأزمة الإنسانية. المجتمع الدولي يقف في مفترق طرق، حيث يتعين عليه أن يوازن بين تقديم المساعدات الإنسانية والضغط على الجيش السوداني للتوقف عن استخدام المساعدات كسلاح في صراع طويل الأمد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى