الأخبار

احتجاجات الأردن.. كيف تفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي؟

الخرطوم | برق السودان

يخيم هدوء حذر على محافظات الأردن بعد مقتل ضابط وإصابة 49 آخرين، على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، منذ مطلع الشهر الجاري، للمطالبة بتخفيض أسعار المحروقات.

وعبر وسوم #اضراب_الكرامة و #القصاص_من_المخربين، تباينت آراء الأردنيين حول تلك المظاهرات بين دعم وتنديد وتحذير.

فما أبعاد الأزمة وكيف تفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد؟

كيف بدأت الأزمة؟

 

في السنوات الأخيرة شهد الشارع الأردني احتجاجات عديدة تدور أغلبها حول أسعار المشتقات النفطية التي ارتفعت حوالي 16 مرة خلال عامين.

كيف انعكس ذلك على مواقع التواصل؟

 

على مدار الأيام الماضية، تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع تعكس حجم الإضرابات، كما انتشرت مجموعة وسوم تشير إلى تصاعد الوضع في الأردن أهمها.

وما لبثت الأمور أن تصاعدت وتحولت إلى أعمال شغب واشتباكات مع الشرطة في مناطق عديدة، ما أدى إلى مقتل ضابط وإصابة آخرين.

فقد أعلنت السلطات الأردنية مقتل نائب مدير شرطة محافظة معان، عبد الرزاق الدلابيح، إثر تعرضه للإصابة بعيار ناري مضيفة بأنه كان يتعامل مع أعمال شغب ينفذها “مجموعة من المخربين والخارجين عن القانون”.

حزن على مقتل الدلابيح

 

وأثار مقتل الشرطي غضباً شعبياً وحكومياً عارماً، إذ نعاه إعلاميون ومواطنون وسياسيون كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ورغم تباين مواقف المتفاعلين الأردنيين حيال الإضرابات، إلا أنهم أجمعوا على إدانة العنف وشددوا على رفضهم واستنكارهم لأي فعل خارج عن القانون.

وقال مغردون أن “إراقة الدم الأردني خط أحمر ومرفوض ومدان”، واصفين في الوقت ذاته حمل السلاح ضد قوات الأمن بـ”الجريمة”.

وأشار مغردون إلى أن مقتل الدلابيح، يضع الجميع أمام المسؤولية، سواء الحكومة أو المواطنين المعترضين والمضربين خوفاً من “جر البلاد إلى ما لا يحمد عقابه”، واستغلال “أطراف متربصة” الأوضاع للعبث بأمن الأردن.

العقيد عبدالرازق عبدالحافظ الدلابيح
العقيد عبدالرازق عبدالحافظ الدلابيح

ولم تقتصر ردود الفعل على الأوساط الشعبية، بل ضمت أعضاء من عشيرة بني حسن القبيلة التي ينتمي إليها الشرطي المقتول.

وقد أجمعت القبيلة في وقت سابق من يوم الجمعة الماضي، على عدم استقبال أي جهة رسمية تمثل الحكومة، إلى حين معرفة هوية القاتل.

كما تطلب التغيير الواضح في مسار الاحتجاجات الأخيرة تدخلاً سريعاً من الديوان الملكي الأردني.

فخلال تقديمه واجب العزاء في وفاة مدير شرطة معان، ظهر ملك الأردن، عبد الله مرتدياً الزي العسكري، متوعداً “كل من يرفع السلاح في وجه الدولة ويعتدي على ممتلكاتها العامة”.

وفي الوقت الذي يدق فيها البعض ناقوس الخطر ويطالب بتدخل حكومي عاجل متهماً أطرافاً خارجية بتأجيج الوضع، يصف آخرون الاحتجاجات بأنها “مسألة داخلية جاءت نتيجة تجاهل الحكومة لمطالب المواطنين”.

تأييد “حجب تيك توك مؤقتاً”

 

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أعلنت وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لمديرية الأمن العام الأردني، إيقاف تطبيق “تيك توك” مؤقتاً بسبب “إساءة استخدامه”. وقال المديرية إن المنصة لم تتعامل مع منشورات تحرض على العنف، وسمحت بترويج فيديوهات من خارج الأردن للتأثير على مشاعر المواطنين”.

وعلى إثرها انقسم الرواد بين مؤيد لقرار الحجب وآخر رافضاً له.

فالمعترضون على القرار رأوا فيه دليلاً على “عقلية التعتيم”. ودعا البعض إلى إقالة حكومة بشر الخصاونة واتهموها بمحاولة تكميم الأفواه.

في المقابل، دافع آخرون عن قرار حجب تطبيق تيك توك واعتبروه حلاً جيداً لـ “حفظ السلم الأهلي”.

كما أشاد آخرون بالقرارات التي اتخذتها الحكومة لتلبية بعض مطالب المضربين من أصحاب الشاحنات. وكانت الحكومة قد تعهدت يوم الأربعاء الماضي بزيادة مبالغ المعونة وتأجيل دفع القروض المستحقة على أصحاب الشاحنات.

ويعاني الأردن أوضاعاً اقتصادية صعبة تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19. وزادت من حدتها الحرب الروسية على أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط.

مواضيع ذات علاقة
إقرأ أيضا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى