اخبار الاقتصاد خبراء : غياب النقابات شجع على “تجاهل” مطالب وحقوق العمال
الخرطوم | برق السودان
اعتبر خبراء وجود النقابات أمراً مهماً لتنظيم العمل بين المخدم والمستخدم، والحقوق والواجبات ، وحمايتها والمحافظة عليها، كذلك التصدي لمطالب العاملين حتى تنفذ من قبل الدولة، مشيرين لضرورة أن تكون النقابات “منتخبة” من قبل قواعد العاملين.
وأرجع البعض سبب تعدد الإضرابات مؤخراً لغياب النقابات العمالية التي كانت تتولى الحفاظ على حقوق العاملين.
وقال الخبير الاقتصادي، د. حسين القوني، بحسب صحيفة (السوداني)، إن مفهوم النقابات هو تنظيم العمل بين المخدم والمستخدم مثل المؤسسات والشركات وخلافه، وأنها توضح لكل طرف واجباته وحقوقه، إلى جانب العمل لصالح المؤسسات، وأضاف: “عمل النقابات عموماً مطلبي، ولكن تسعى لإصلاح أحوال العاملين ومعالجة المشكلات وتطوير المؤسسات والمخدمين، ثم مواكبة المستجدات في القطاعات التي يعملون بها”، لافتاً إلى أنه حال تقاعس المؤسسات التنفيذية عن دورها يكون واجب النقابات التنبيه وتحديد التقصير.
وشدد الأكاديمي د.محمد الناير، على أهمية وجود النقابات، وقال إن النقابات تحافظ وتحمي حقوق العاملين وتتصدى لمطالبهم إلى أن تجاز من قبل الدولة وتنفيذها، موضحاً أن المشهد العام خلال الفترة الماضية ارتبك، وأضاف: “الوضع الطبيعي هو وجود لجان تسيير، تعمل على تهيئة المناخ، لإجراء انتخابات جديدة”، مشيراً إلى أهمية أن تكون النقابات “منتخبة” من عضوية وقاعدة العاملين، وتكون مسؤولة عن اداء وحقوق العاملين، وذكر أن وجود النقابات ضروري، لأنه ينعكس على استقرار العاملين وأدائهم في العمل والإنتاج.
وأشار الخبير الاقتصادي، د. هيثم فتحي، إلى أن حل النقابات يعد إجراء تعسفياً وقمعياً وخرقاً للتشريعات الإقليمية والدولية في مجال حرية العمل النقابي، وقال إن حالة تعدد الإضرابات عن العمل في السودان مؤخراً سببه غياب النقابات العمالية التي كانت تتولى الحفاظ على حقوق العاملين، وتجسير الفجوة بين الأجور وتكلفة المعيشة، معتبراً أن غياب النقابات التي تطالب بحقوق العاملين في السودان شجع أصحاب العمل والمؤسسات الحكومية على “تجاهل” الاستجابة لمطالب العمال ومنحهم حقوقهم التي يكفلها قانون العمل؛ مما تسبب في زيادة ظاهرة الإضرابات وما تخلفه من تأثيرات على البلاد، منوهاً إلى أن العاملين مؤخراً، وجدوا أنفسهم أمام رزمة من المشاكل والأزمات الاقتصادية والمعيشية الطاحنة، وتراجع الدخول أمام ارتفاع المصروفات اليومية، كما واجه البعض إجراءات الفصل التعسفي التي طالت عشرات الآلاف من العاملين لدواعٍ سياسية، وإزالة التمكين في العامين الماضيين.