الأخبارتقارير

استخدام الأسلحة الكيميائية في السودان: أزمة إنسانية تتفاقم وعقوبات أمريكية جديدة

تقرير | برق السودان 

الأسلحة الكيميائية: تصعيد خطير في النزاع السوداني

كشفت أربعة مسؤولين كبار في الولايات المتحدة، يوم الخميس، أن الجيش السوداني استخدم الأسلحة الكيميائية في مناسبتين على الأقل ضد قوات الدعم السريع، خصمه الرئيسي في الصراع المستمر على السلطة منذ أبريل 2023.

وفقًا للمسؤولين، تم استخدام هذه الأسلحة في مناطق نائية بالسودان، لكن هناك مخاوف متزايدة من إمكانية استخدامها قريبًا في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة الخرطوم، مما يهدد بمضاعفة المعاناة الإنسانية.

وأشارت التقارير إلى أن الجيش استخدم غاز الكلور كسلاح، وهو مادة يمكن أن تسبب أضرارًا دائمة للأنسجة البشرية وتؤدي إلى الاختناق والموت، خاصة في الأماكن المغلقة. وأكد المسؤولون أن قرار استخدام هذه الأسلحة جاء بموافقة قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان.

السودان لديه تاريخ مع الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية. ففي عام 2016، أفادت منظمة العفو الدولية بوجود أدلة على هجمات مماثلة في إقليم دارفور أودت بحياة مئات الأشخاص.

العقوبات الأمريكية والردود السودانية

رداً على استخدام الأسلحة الكيميائية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الفريق عبد الفتاح البرهان. ووجهت وزارة الخزانة الأمريكية اتهامات للجيش السوداني بارتكاب فظائع تشمل القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، والهجمات على المستشفيات والمدارس، والإعدامات خارج نطاق القانون، واستخدام التجويع كسلاح حرب.

الأسلحة-الكيميائية
الأسلحة الكيميائية تصعيد خطير في النزاع السوداني

في تصريح تحدٍ، قال البرهان: “نحن مستعدون لمواجهة أي عقوبات في سبيل خدمة هذه الأمة، ونرحب بها”.

من جانبها، نفت السلطات السودانية هذه الاتهامات، حيث صرّح السفير السوداني لدى الأمم المتحدة بأن الجيش “لم يستخدم أسلحة كيميائية أو حارقة”، محملاً قوات الدعم السريع مسؤولية أي هجمات من هذا النوع.

في المقابل، فرضت الولايات المتحدة أيضًا عقوبات على قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعد اتهامه بارتكاب جرائم إبادة جماعية وبيع أسلحة وذهب عبر شبكات دولية.

تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان

النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسفر عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث قُتل نحو 150,000 شخص، ونزح أكثر من 11 مليون آخرين، في ظل أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود.

كما أظهرت تقارير عن معارك عنيفة في الخرطوم، خاصة في منطقة بحري، حيث قد تستخدم الأسلحة الكيميائية هناك في المستقبل. ويرى مراقبون أن هذه المعارك تزيد من تعقيد الوضع الإنساني، في وقت تواصل فيه القوات السودانية والميليشيات المتصارعة انتهاك القوانين الدولية.

فرض العقوبات الأمريكية يسلط الضوء على تصعيد خطير في الصراع السوداني، لكنه يثير تساؤلات حول تأثير هذه العقوبات على الوضع الإنساني المتدهور. وبينما يتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات، تبقى المعاناة الإنسانية هي الثابت الوحيد في هذا النزاع المأساوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى