الأخبارتقارير

استهداف الإمارات إشارة يائسة من الجيش السوداني لتبرير خسائره

تصريحات ياسر العطا خلت مما نصت عليه قواعد اللياقة والدبلوماسية

بورتسودان | برق السودان

بدت تصريحات الفريق أول ركن ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني، التي سعى فيها لانتقاد دولة الإمارات، تبريراً من المؤسسة العسكرية لخسائرها في الحرب من خلال البحث عن ذرائع للتغطية على العجز بدلاً من الاعتراف بالمسؤولية عن الفشل والاستجابة للأصوات الداعية إلى وقف الحرب.

ولا يرى مراقبون سودانيون أي مبرر لهجوم العطاء على الإمارات التي دعمت السودان اقتصادياً وساندت عملية التحول الديمقراطي سياسياً، وأعلنت موقفها الرافض للاقتتال بين أبناء البلد الواحد ودعمت الحوار بين الجيش وقوات الدعم السريع لوقف الحرب مبكراً.

واعتبرت مصادر سودانية في تصريحات صحفية أن الاتهامات التي أطلقها العطا، ليست سوى تنفيس عن الغضب الذي يتملك القيادات العسكرية عقب تقدم كبير أحرزته قوات الدعم السريع في معارك عديدة خاضتها مؤخراً، خاصةً في إقليم دارفور الذي هزمت فيه الكثير من الوحدات العسكرية، وهو ما لا يريد قادة الجيش الاعتراف به.

تصريحات العطا خلت مما نصت عليه قواعد اللياقةوالدبلوماسية

الشفيع أديب – محلل سياسي 

ولطالما لجأ العطا، إلى إطلاق الاتهامات في كل اتجاه كلما اشتد الضغط على المؤسسة العسكرية. وسبق أن هاجم كينيا ورئيسها، واتهم القوى المدنية بالتآمر على الجيش.

الجدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة دعت باستمرار منذ بداية الحرب إلى وقف التصعيد ووقف إطلاق النار وبدء حوار دبلوماسي في السودان.

وقدمت الإمارات دعما إغاثياً للتخفيف من الأزمة الإنسانية في السودان والدول المجاورة، ودعمت اللاجئين السودانيين وأنشأت مستشفى ميدانياً في مدينة أم جراس التشادية في يوليو الماضي.

ووصف وزير الدولة الأوغندي للشؤون الخارجية هينري أوكيلو أوري، مزاعم العطا بأنها “هراء مطلق”، وهو ما رددته دوائر سودانية على دراية بتطورات الحرب وتفاعلاتها، ورأت أن الغرض من الاتهامات هو التقليل من انتصارات الدعم السريع المتلاحقة وإرجاعها إلى مساندة طرف خارجي.

وفي الفترة الماضية راجت معلومات حول تلقي الجيش السوداني مساعدات عسكرية من كل من طهران وأنقرة، خاصة الطائرات دون طيار، والتي حصلت قوات الدعم السريع على عدد منها من مخازن تابعة للجيش في الخرطوم.

واعتبر المحلل السياسي السوداني الشفيع أديب أن تصريحات العطا “خلت مما نصت عليه قواعد اللياقة والدبلوماسية، على الرغم من كونه الرجل الثالث في التراتبية، بحكم موقعه كمساعد لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان، ولم يكترث بمسؤوليته عن العلاقات الدولية للبلاد في هذه المرحلة، وقدم تصريحاً يمكن وصفه بأنه غير مقبول لأنه وجه اتهامات لا دليل عليها واكتفى بالإشارة إلى طرق الدعم التي لا يمكن التأكد من صحتها”.

وأضاف أديب في تصريحات صحفية أن “ياسر العطا، كان يخاطب مجموعة من الضباط والجنود بدت تصريحاته موجهة إليهم فقط ليقدم لهم رسالة تطمئنهم بأن قوات الدعم السريع لم تحقق مكاسب على حساب الجيش إلّا لكونها تتلقى مساعدات من الخارج، مع أن الجيش نفسه يتلقى الدعم الخارجي”.

ولفت الشفيع إلى أن “تصريحات العطا تشكل في جوهرها إحراجا للبرهان نفسه الذي ينوي زيارة أبوظبي تزامناً مع انعقاد قمة المناخ، وليس من المعروف كيف سيبرر هذه التصريحات أمام المسؤولين الإماراتيين، الأمر الذي قد تكون له تأثيرات واضحة على مجمل العلاقات السودانية – الإماراتية”.

وأيدت دولة الإمارات عملية الانتقال السياسي في السودان بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير عام 2019، وهي العملية التي تمخضت عنها الوثيقة الدستورية وتعديلاتها، والاتفاق الإطاري الذي لم يلتزم بتطبيقه قائد الجيش.

وتواصل الإمارات سعيها لوقف الحرب في السودان، ولا تَأْبه بما يردده بعض العسكريين هناك لتبرير هزائم الجيش، فتصوراتها وتحركاتها تدعم رغبتها في استقرار هذا البلد.

ومؤخرا بحث وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، ونظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في اتصال هاتفي أهمية إنهاء النزاع في السودان.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها إن الجانبين أكدا على أهمية حماية المدنيين وسط تزايد أعمال العنف في البلاد.

واستغرب مراقبون حديث ياسر العطا، الذي شدد فيه على قِدَم وعراقة المؤسسة العسكرية السودانية، مشيراً إلى أن “أياديها طويلة” وتصل إلى أي مكان و”مخالبها قوية وأنيابها تطحن”. واعتبروا أن هذا الحديث غير مسؤول ولا يمكن أن يصدر عن مؤسسة عسكرية في حجم تاريخ السودان.

ودعا المراقبون العطا، إلى تقديم تفسير واقعي لأنصار الجيش يكشف فيه أسباب الهزائم التي تواجهها المؤسسة العسكرية أمام قوات الدعم السريع بدلا من تشتيت الأنظار إلى عوامل خارجية لا تأثير لها على أرض المعركة.

مواد ذات علاقة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى