اعتداء غامض يستهدف المناضل هشام علي (ود قلبا) في إثيوبيا
الكيزان في قفص الاتهام بعد الاعتداء على هشام علي «ود قلبا»
أديس أبابا | برق السودان
تعرض المناضل السوداني هشام علي (ود قلبا) لاعتداء بسكين في أحد الشوارع الجانبية بإثيوبيا، في حادثة أثارت قلقًا واسعًا وسط الأوساط السياسية والحقوقية، خاصة في ظل ملابسات توحي بأن الواقعة لم تكن عشوائية بالكامل.
وبحسب معلومات أولية متطابقة، فقد نُقل هشام، إلى المستشفى عقب الاعتداء، قبل أن يغادره لاحقًا وهو في حالة صحية مستقرة، ويتوجه إلى قسم الشرطة لفتح بلاغ رسمي بالحادثة.
طعنة في المنفى وسجل مفتوح من الاستهداف.. الكيزان في قفص الاتهام بعد الاعتداء على هشام علي (ود قلبا)
أعاد الاعتداء الغامض الذي تعرض له المناضل السوداني هشام علي (ود قلبا) في إثيوبيا فتح ملف قديم من الاستهداف المنهجي للنشطاء المعارضين، ووضع جماعة الإخوان المسلمين (الكيزان) مجددًا في دائرة الاتهام، ليس فقط بسبب هذا الحادث، بل بسبب سجل طويل من القمع والملاحقة امتد من الداخل السوداني إلى الخارج.
الواقعة، التي شهدت تعرض هشام، لطعنة بسكين في شارع جانبي، لا يمكن عزلها عن السياق السياسي العام، ولا عن تاريخ الرجل نفسه مع أجهزة النظام السابق وشبكاته، خاصة مع ظهور معطيات مقلقة، من بينها حمل الجاني لهاتف يحتوي على صورة هشام، بما يرجّح فرضية الاستهداف المتعمد لا الاعتداء العشوائي.
اعتداء اليوم.. واستهداف بالأمس
تفاصيل الحادث تشير إلى أن الجاني سدد طعنة لهشام، ثم حاول توجيه أخرى أثناء عراك بينهما، قبل أن يتمكن هشام، من النجاة بأعجوبة. ورغم خروجه من المستشفى وهو في حالة مستقرة وتوجهه لفتح بلاغ رسمي، إلا أن الأسئلة الجوهرية لا تزال معلقة:
من دلّ الجاني على هشام؟ ولماذا كان يحمل صورته؟ ومن المستفيد من ترهيب الأصوات المعارضة في الخارج؟
هذه الأسئلة تكتسب وزنًا أكبر عند استحضار أن هشام، ليس اسمًا عابرًا، بل مناضل معروف بمواقفه المناهضة للكيزان، وانتقاداته الصريحة لجرائمهم ودورهم في تخريب الدولة السودانية وإشعال الحروب وتقويض أي مسار ديمقراطي.
سابقة خطيرة: اعتقال داخل السفارة السودانية بأديس أبابا
ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها هشام علي (ود قلبا) لانتهاك صارخ. فقد سبق أن تم اعتقاله داخل السفارة السودانية في أديس أبابا في حادثة فاضحة بكل المقاييس، جرت دون أي مسوغ قانوني أو سبب معلن.
ذلك الاعتقال، الذي تم داخل بعثة دبلوماسية يفترض أن تحمي المواطنين لا أن تتحول إلى أذرع أمنية، كان دليلًا واضحًا على أن الكيزان استخدموا السفارات كمعتقلات غير رسمية، وأدوات لتصفية الحسابات السياسية حتى خارج الحدود.
هذه السابقة تجعل من الصعب تصديق أن الاعتداء الأخير مجرد “حادث جنائي”، وتدفع باتجاه قراءة سياسية ترى فيه حلقة جديدة في مسلسل الترهيب الذي دأبت عليه جماعة الإخوان ضد خصومها.
الكيزان: تاريخ من العنف وتصدير القمع
منذ انقلابهم المشؤوم، لم يتردد الكيزان في استخدام العنف، والاغتيال المعنوي والجسدي، والاعتقال التعسفي، داخل السودان وخارجه. ومع سقوط واجهتهم الرسمية، واصلوا العمل عبر شبكات سرية، وأدوات أمنية، وتحريض ممنهج ضد كل من يفضح دورهم في الحرب والفساد وانهيار الدولة.
إن استهداف هشام علي، سواء بالاعتقال السابق داخل السفارة أو بالاعتداء الجسدي الأخير، يعكس عقلية واحدة:
عقلية لا تحتمل الصوت الحر، ولا تعرف سوى السكين حين تعجز عن مواجهة الحقيقة.
مطالب بالمحاسبة وكشف الحقيقة
ما جرى لا يجب أن يمر كخبر عابر. المطلوب تحقيق جاد وشفاف يكشف ملابسات الاعتداء، والجهات التي تقف خلفه، ومحاسبة كل من يثبت تورطه، سواء كان فاعلًا مباشرًا أو محرضًا. كما تتجدد الدعوات لحماية النشطاء السودانيين في الخارج من ملاحقة فلول النظام السابق وشبكاته.
سيبقى هشام علي (ود قلبا) شاهدًا حيًا على أن الكيزان لم يتغيروا، وأنهم ما زالوا يرون في العنف وسيلتهم المفضلة لإسكات الأصوات الحرة. لكن التجربة أثبتت أن الطعن لا يقتل الفكرة، وأن المناضلين يخرجون من الجراح أكثر صلابة، فيما يبقى الجناة في خانة العار والتاريخ الأسود.



