الأخبارتقارير

الإخوان المسلمون.. محاولات إختطاف المشهد في السودان

الخرطوم | برق السودان 

حالة من الاضطرابات والأزمات تواجه جماعة الإخوان الإرهابية في العديد من الدول.

ففي السودان يحاول الإخوان اختطاف المشهد من خلال تصوير أنفسهم أنّهم القوة الوحيدة التي تدعم الجيش في الحرب، في محاولة للّعب على التناقضات.

يبدو مشهد الحرب في السودان شديد التعقيد، في ظل محاولات الإخوان اختطاف المشهد من خلال تصوير أنفسهم أنّهم القوة الوحيدة أو الأكثر حماساً لدعم الجيش في هذه الحرب.

الحركة الإسلامية السودانية الآن حركة سياسية بامتياز. وليست دعوية بالمعنى المتعارف عليه، فقد برعت في اللعب على التناقضات، ونجحت دائماً من خلال سياسة الصوت العالي في تصوير نفسها بحجم أكبر من حجمها الحقيقي في الشارع السوداني، وداخل مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش.

يُكابد علي كرتي، القيادي الإسلامي لضخ بعض النبض في قلب الحركة المتوقفه منذ إطاحته عن الحكم عبر ثورة شعبية عارمة في ديسمبر 2019، فلا يكفّ عن التصريح بذلك إلى أجهزة الإعلام، فيما يسخَر كثير من السودانيين من هذه المثابرة ودأبه على تمثُله لحُلمه الشخصي، ويذهب مراقبون إلى أنّ هنالك شبه إجماع شعبي بأنّ أجزاء ومكونات جماعة الإخوان المسلمين بالسودان فقدت مشروعيتها السياسية والأخلاقية التي تؤهلها للمنافسة في أي سياق ديمقراطي قادم.

تقوم الحركة الإسلامية “جماعة الإخوان في السودان” بتجنيد عناصرها في جماعات إرهابية أخرى، في ظل رغبتها في العودة إلى السلطة، وأصبح إقليم دارفور غربي البلاد مكاناً لعبور الإرهابيين من وإلى السودان، وهو ما يتماهى مع خطط تنظيم داعش الإرهابي، الذي يسعى تجاه تأسيس ولاية في السودان عبر خلايا نائمة، وتمرير عناصر من دول الساحل الإفريقي إلى دارفور.

تحاول جماعة الإخوان الآن بمسمّياتها المختلفة، متوحدة أو مبعثرة، العودة إلى الساحة السياسية بأسرع ما يُمكن، حيث تُبدي دعمها للجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، رغم أنّه لا يرغب في أي تقارب من الجماعة قد يضر بتحالفاته داخلياً وخارجياً، وحيناً تحاول نشر الإشاعات لإظهار قوات الدعم السريع بمظهر الضعف ظناً منها أنّ ذلك سيعيدها إلى المشاركة في المرحلة القادمة، أو الانقلاب عليها بالتحالف مع العسكر، فيما الجميع يبتعدون عنها لجهة أنّها قد تضرّ بمستقبلهم السياسي في قادم الانتخابات.

لا شك أنّ مصير جماعة الإخوان في السودان مظلم وقاتم، فليس أمامها طريقة للعودة إلى أسلوبها القديم الذي يعتمد استهداف المشاعر الدينية من أجل إحراز مكاسب سياسية، فقد جرب السودانيون ذلك لثلاثين عاماً، وتعرفوا على أنّها محض أكاذيب، لذلك فإنّ الجماعة في انحسار مستمر، خاصة وأنّ الشعارات الدينية استنفدت أغراضها، ولم تعد تثير مشاعر الناس وتلهبها، كما كانت تعمل، لذلك يتوقع أن تشهد الجماعة انحساراً كبيراً في الأعوام القادمة، فلم يعد التخويف من العلمانية والدولة المدنية يجدي فتيلاً بعد تلك التجربة المريرة.

جماعة الإخوان المسلمين في السودان
جماعة الإخوان المسلمين في السودان

يُضاف إلى ذلك ما ارتكبته من أخطاء فادحة أولها تقسيم السودان بالسماح باستقلال الجنوب عن الوطن الأم عندما أعلنت الجهاد على شعوبه باعتبارهم كفاراً متمردين، علاوة على الفساد العميم وإشعال الحروب في كافة أنحاء البلاد ومصادر الحريات العامة والشخصية.

فقدت جماعة الإخوان بكافة أقسامها منذ انقلابها العسكري على السلطة المدنية وطوال الثلاثين عاماً التي حكمت البلاد خلالها، بوصلتيها السياسية والفكرية، فما عادت تهتم بالعمل الاجتماعي ومفاهيم الإحياء والتجديد الديني وتربية المجتمع على أسس الفضيلة والاحترام، خرقت كل تراثها الفكري والديني وابتذلته للسلطة والمال، وكتبت على نفسها الموت اختناقاً بتاريخها المُثقل، فلا أتوقع لها مستقبلاً، بل أستطيع أن أقول إنّ الجماعة والحركة والإسلامية والإسلام السياسي، لن تقوم لهم قائمة في سودان المستقبل سواء استمر في طريق الديمقراطية أو قطعها عليه انقلاب عسكري، وربما إذا حدث الأخير – ولا نعتقد – فإنّ الجماعة ستدخل نفقاً ضيقاً وربما تصنف إرهابية.

دور الإخوان المسلمين في دارفور وداعش

إحدى المناطق التي تنشط فيها جماعة الإخوان المسلمين هي منطقة دارفور في السودان. أصبحت هذه المنطقة نقطة عبور للإرهابيين للتنقل من وإلى السودان، واتهم الإخوان المسلمون بدعم هذا النشاط.

ويحاول تنظيم الدولة الإسلامية أيضًا تأسيس موطئ قدم في السودان من خلال الخلايا النائمة وتمرير عناصر من دول الساحل الإفريقي إلى دارفور.

أثار تورط جماعة الإخوان المسلمين في دارفور ودعمها المزعوم للإرهاب مخاوف العديد من السودانيين والمراقبين الدوليين. وطالب البعض بحظر الجماعة أو التحقيق معها بشأن أنشطتها.

التحديات التي تواجه السودان والحاجة إلى الاستقرار السياسي

يواجه السودان العديد من التحديات، بما في ذلك الصعوبات الاقتصادية والتوترات العرقية والدينية وعدم الاستقرار السياسي.

مرت البلاد بعدة جولات من الاحتجاجات والاضطرابات السياسية، والآن الحرب، وهناك حاجة متزايدة للاستقرار السياسي والمصالحة.

من أجل مواجهة هذه التحديات، يحتاج الشعب السوداني والقادة إلى العمل معاً لبناء مجتمع أكثر شمولية وديمقراطية. سيتطلب هذا التزاما بحقوق الإنسان وسيادة القانون والشفافية في الحكومة. كما سيتطلب الحوار والتعاون بين الجماعات المختلفة، لإيجاد أرضية مشتركة وبناء مستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً للسودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى