مقال رأي | الإماراتيون يخططون لخمسين سنة قادمة بفكر ملهمهم الأول في قرنين
✍️عاصم البلال الطيب
ليلة راقية
قضيت ولفيف من الإعلاميين والدبلوماسيين والسياسيين ورموز مجتمعية ليلة شتائية لا زالت دافئة، ليلة بعيداً عن أجواء الإنتخابات الأمريكية والإنشغال بها سودانياً وبتنا لا أيادٍ لنا فيها ولا أكرع مقطورة فى ترلةالأمريكان تتقاذفنا بجرائر الإخوان وتتحمدنا بفعائل رفاق من غير وفاق!.
ليلة كانت زاهية بخصلة عربيدة من غير أذية وسوء، فى راقى جنوب الخرطوم، خصلة جميلة كتلك العربيدة فى الجبين، مقر إقامة سفير دولة بل دول الإمارات العربية المتحدة بالخرطوم، مقر، الصعاب يتحدى، و أجواء الأزمات ويضرب فى مقاتل معاقل أمهات المصائب والجائحات، ينير سماء جنوب الخرطوم فى كل المناسبات وللسودانية قبل الإماراتية
هناك مسرح منصوب ووتر مشدود لأجمل معازف وألحان وأشجان للتغنى بالإنسان وعظمته وقدرته على الإبتكار والإبتداع والإبتناء بالتخطيط والرؤى البعيدة والعميقة المعاشة واقعاً بين الناس، لا شئ فى عرس داخل هذا المقر يدعوك للنظر للوراء، البناية سودانية لكنها ليست ككل البنايات وإن رقّتْ طفْطفتُها، مسحة إماراتية تجملها تسر المحبين وتغيظ حسدا الغائرين.
حمد محمد الجنيبى، سفير ثابته متغيره سعياً وراء الأفضل، عريس كل مناسبة عروسها إماراتية يزينها بالسودانية وسودانية يجملها يكملها بالإماراتية وجرتقه تخضيب بالإنسانية.
الأعوام إماراتياً لا تمر هكذا هدراً، عيد ميلاد الدولة الشامة حصة خيال خصيب لواقع عظيم، قبل خمسين سنة كانت دول الإمارات العربية المتحدة نطفة وبويضة تتخصبان فى رحم فكر وخيال الممكن وجل المستحيل، رجل الإمارات المؤسس والموحد الأول الشيخ زايد، العقل المفكر والمخطط لمجسم بحجم دول جمعها بوتقها فى دولة واحدة بخلطة ووصفة سحرية تكفل الخصوصية وتفضى للوحدوية.
دول الإمارات العربية المتحدة الحالية، صورها العلامات الفارقات، ملتقطة بعدستى عيون الشيخ زايد، ومحمضة في عقله بتقنية فطرية سحرية قابلة للطبع توالياً سنة بعد أخرى صوراً ملهمة لعياله واحفاده الذين نحت بأظافره الصخر لأجلهم وغرس فيهم حب إماراتهم بفهم متقدم يطال معه خيرهم الوفير الإنسانية فى كل نجع وصقع، لو أن تقنية تتوصل لها البشرية لتحميض وطبع الصور الذهنية والرؤى والخيالات الإنسانية، لكانت دول الإمارات العربية المتحدة العصرية نموذجاً، الصورة المخزنة فى عقلية وذهنية الشيخ زايد، التى إلتقطها بعد تجوال فى أنحائها ونجوعها متأبطاً عصاه يستريح بعدها فى قمة جبل العين بعد إستجمام لدى سفحه بمغتسل دافئ و بارد وشراب، يفوكس عدسته وبزوومها يلتقط صوراً للأخيلة الممكنة التنفيذ تتجلى وتتبختر فى برج خليفة تحدياً وتحفيزاً للآخرين الذين لم يهمل وجودهم شركاء.
الشيخ زايد، لم يضع وقتاً ويهدر طاقة ولم يملأ قلبه بغضاً وحسداً بل تسامحاً ومحبةً وقد أيقن أن خير إماراته المكنون إستخراجه رهين بالإستعانة بالجميع وكان للسودانيين حظ ونصيب وقدح معلى فى قلب الشيخ زايد مستعيناً بهم ولم يخيبوا ظنه وكانوا نعم الشركاء فى بناء دول الإمارات العربية المتحدة ووضع المخططات والتصورات الملهمة حتى عامنا هذا لما هو آت خلال نصف قرن من الزمان، عتاة دول العالم الأول تتخذ من دولة الإمارات العربية ونهضتها ورؤى قادتها بوصلات للوجهات الصحيحة وبإتفاق جامع بين كافة المهتمين، أرسى الشيخ زايد، حجر دول الإ مارات العربية المتحدة قبل خمسين سنة من حيث إنتهي الآخرون اللاهثون وراء هذه الرؤى المتقدمة المغيظة اغير القادرين على فعل التمام.
علم الشيخ زايد، عياله واحفاده، ضرورة النظر بعد خطوتهم الأولى للثانية دون قفز للثالثة مهما أوتوا بلا زانة من قوة وقدرة، سمعوا النصيحة وطوروها بالعلم وقد إبتدر الشيخ زايد، بناء دولتهم وحض أبناءها بإقرأوا وقد فعلوا وليس بينهم من جاهل من نصف قرن مضى وهم فى قرن حالى يخطونه سنة بسنة برؤية جديدة، يمضون على مهل فيبلغون الهدف على عجل.