الإمارات والسودان.. علاقات تاريخية ومواقف ثابتة
الخرطوم | برق السودان
تمثل علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة بجمهورية السودان نموذجاً للتعاون الفعّال في شتى المجالات، في ظل تقارب الرؤى والمواقف تجاه قضايا المنطقة، والعالم.
وأكدت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربيةالمتحدة، في أكثر من مناسبة، وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب السودان في كل ما يحقق طموحات شعبه في التنمية والسلام، وما يلبي تطلعاته في التنمية والازدهار.
في كل مرة تواجه فيها السودان أزمة سياسية أو اقتصادية أو كارثة إنسانية متصلة بالسيول والفيضانات، والتي تتأثر خلالها في كل خريف من كل عام آلاف الاسر، توجه دولة الإمارات العربية المتحدة مساعدات عاجلة لشعب السودان.
ويوم السبت الفائت، وجه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربيةالمتحدة، بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان.
وتأتي المساعدات للمساهمة في دعم تحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين وعائلات الضحايا.
شعب شقيق
وكشفت الجهات الرسمية بدولة الإمارات إن توجيهات رئيس الإمارات تأتي في إطار تضامن دولة الإمارات وشعبها إلى جانب الشعب السوداني في هذه الظروف الراهنة.
كما تهدف المساعدات الإغاثية إلى دعم الجهود السودانية وقدرات المؤسسات المعنية في احتواء التداعيات الإنسانية الناجمة عن السيول والفيضانات التي تعرضت لها مناطق واسعة في السودان الشقيق.
وتؤكد هذه المساعدات عمق وقوة العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين، وتندرج، كذلك، في إطار سياسة دولة الإمارات ورسالتها الإنسانية الحضارية، القائمة على مد يد العون إلى المجتمعات المتضررة حول العالم عبر برامج ومشاريع إغاثية وإنسانية تخفف من معانات تلك المجتمعات وتعزز تنميتها.
دعم سياسي
أكدت دولة الإمارات على الحاجة إلى دعم السودان في سعيه إلى تحقيق سلامٍ وأمنٍ مستدام، بما في ذلك من خلال معالجة الظروف الاقتصادية التي تؤثر بشكلٍ خاص في المستضعفين.
وشددت الإمارات في مايو الفائت على دعمها لجهود الآلية الثلاثية المشتركة، التي تضم الإتحاد الإفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس».
وأكدت أيضاً على أهمية أن تتم العملية السياسية بقيادة سودانية بما يحقق تطلعات الشعب السوداني.
وتكررت دعوات الإمارات للمجتمع الدولي إلى دعم تطلعات الشعب السوداني، بما يحترم سيادة السودان واستقلاله وسلامته الإقليمية ووحدته الوطنية.
وبشأن العملية السياسية، نوهت الإمارات، في كلمة مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، بالجهود الثُلاثية المُتضافرة، وتواصلها مع القوى السياسية وأصحاب المصلحة في السودان، مؤكدةً أن ذلك يجسد الدور الهام للمنظمات الإقليمية في مساعدة السودان على التوصل إلى توافق في الآراء وتفاهم مشترك بشأن المسارات الرئيسية للعملية الانتقالية في السودان، والتي تشمل الترتيبات الدستورية الانتقالية، وتشكيل الحكومة، فضلاً عن تحديد جدولٍ زمني للانتخابات.
إتفاق السلام
وفي الشأن الأمني، أشادت الإمارات بالجهود التي تبذلها الحكومة لإحراز المزيد من التقدم بشأن الترتيبات الأمنية الانتقالية لدارفور بموجب إتفاق جوبا للسلام، بما في ذلك التشغيل التدريجي للجنة الدائمة لوقف إطلاق النار في دارفور، والتي تضطلع بدورٍ مهم في التحقيق في انتهاكات وقف إطلاق النار.
كما نوهت بالخطوات المهمة التي اتخذها السودان لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة، عبر بَذلِه جهوداً لتهدئة التوترات في منطقة دارفور، إثر الاشتباكات الأخيرة التي أدت إلى وقوع العديد من الضحايا.
دعم اقتصادي
وبخصوص الأوضاع الاقتصادية، أكدت الإمارات أن المساعدات الإنمائية وحزمات تخفيف الديون التي تقدمها المؤسسات المالية الدولية والمانحون الدوليون الآخرون إلى السودان تعد ضرورية لمنع اقتصاده من الانهيار. مشيرةً إلى أنه على المجتمع الدولي أثناء بحثه أفضل السبل لمساعدة السودان خلال العملية السياسية، أن يأخذ في عين الاعتبار الظروف الاقتصادية الملحة وتأثيرَها المتَفاقِم على كافة نواحي الحياة للشعب السوداني.
وأوضحت أن مواصلة تعليق المساعدات الدولية يؤثر سلباً في الحالة الاقتصادية المتدهورة في السودان، والتي تفاقمت أيضاً إثر التوترات الجيوسياسية الحالية وتغير المناخ واضطراب الموسم الزراعي.
وتحرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات على توفير كل سبل الدعم للشعب السوداني، لضمان استقرار السودان وتقدمه وازدهاره.
اقرأ ايضاً :