من غير ميعاد | ✍ كمال حامد
خبر في مكان قصي من الصحافة الإماراتية لم يجد كثير اهتمام في هذه الدولة الصديقة، لأنه ليس جديدا أن يجد السودان الاهتمام من القيادة الإماراتية، بل حتى الكرة السودانية التي ظلت تتلقى من الأشقاء هنا ما وصل إلى ترتيب كلاسيكو سوداني لا يزال أثره و طعمه حلوا في مذاقنا.
الخبر الذي دفعني لتجميد قرار اعتزال الكتابة الرياضية، و امسك القلم لأكتب، هو إعلان سعادة الشيخ منصور بن زايد بن سلطان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير رئاسة مجلس الوزراء، التكلف بقيام معسكر متكامل للمنتخب السوداني بإمارة دبي و الصرف عليه كما الصرف على منتخب الدولة الصديقة، من توفير السكن و الا عاشة و ملاعب التدريب و الزي المميز بل و حتى إعداد فرق ذات مستوى للتبارى معها في المعسكر، بل من خارج الدولة، بل وإعداد طائرة لتقل البعثة السودانية للمغرب لأداء المباراة التنافسية القارية، الست على حق بتجميد قرار الاعتزال؟ من الآن و لحين انتهاء المهمة السودانية الإماراتية التي دخلت تاريخ البلدين من أوسع أبواب الرياضة.
مبادرة سعادة الشيخ منصور، كانت امتدادا لمبادرات و مواقف من اخوتنا الإماراتيين، ونذكر بالكثير من الفخر دور القيادات التاريخية في اتحاد الكرة الإماراتي، و من على طريقهم من القيادة الحالية، رئيس الاتحاد سعادة الأستاذ راشد بن حميد النعيمي، و الدينمو النشط الشاب محمد بن هزام الظاهري، و اخوتهم بالاتحاد و لجانه العاملة.
حضرنا الكلاسيكو السوداني بملعب محمد بن زايد بنادي الجزيرة عام ٢٠١٨م، بأبوظبي، وسألت دموعنا مع الفرقة العسكرية النحاسية و هي تهز الأرض و القلوب َ(مع ازيكم كيفنكم، انا لي زمان ما شوفتكم). وردت جماهير الجالية التحية بأفضل منها بالعلم المشترك، و التلويح بصورة الاب المؤسس للدولة الشيخ زايد يرحمه الله، و أضافوا بأن تم تنظيف المدرجات من بقاياها في مشهد لم تعرفه ملاعب العالم و تناقلته الوكالات.
علاقة البلدين ضاربة في أعمق أعماق التاريخ، الذي يسجل أن أول زيارة قام بها الأب المؤسس الشيخ زايد كانت للسودان، و اول زيارة للدولة العظيمة بعد إعلان الاتحاد كانت من المغفور له الرئيس جعفر نميري، و بعد ذلك فتحت الدولة قلبها و دواوينها و خدمتها المدنية و العسكرية و القضائية و الإعلامية لأبناء السودان للمساهمة مع اشقائهم في العالم، حتى صارت الدولة أنموذجا في الطفرات العلمية و البنيات التحتية و التعليم و العسكرية، حتى بلغت عنان المركبات الفضائية.
فكرت في استغلال ما تبقى لي من صحة و عمر بتوثيق العلاقة السودانية الإماراتية في كرة القدم على وجه التحديد، من خلال ما وجدته من تقدير و اعتراف و احترام متبادل و اسماء في كافة مجالات اللعبة من لاعبين و مدربين و إداريين و حكام و اختصاصي علاج طبيعي و إعلاميين من الزملاء هم العدد الأكبر من السودانيين في الخارج.
نقطة نقطة
في انطلاقة اهتمام الإمارات بالكرة السودانية و قبيل مباراة قمة الكلاسيكو السوداني، وجدت دعوة من صديقي الإعلامي المتميز الأستاذ يعقوب السعدي مدير قنوات أبو ظبي الرياضية، و للرجل أيادي للتعاون معنا في تلفزيون السودان، دعوة للمشاركة في أول استوديو للكلاسيكو مع النجمين البارزين بشارة عبد المضيف و الدكتور محمد حسين كسلا، فكانت حلقة مهدت للتغطية المبكرة للحدث الكبير بما صاحبها من إعداد و إخراج ممتاز بالاستعانة من الموجود من مواد تاريخية.
** شرعت فيما أعلنته من كتابة تاريخ الكرة السودانية في السعودية و الخليج و لكنني رأيت، البداية و التركيز على الوجود الكروي السوداني الهائل في دولة الإمارات و لازال اسأل الله التوفيق.
كتبت عن الدور الكبير لسفارتنا بالإمارات و القنصليتبن بابوظبي و دبي، و اشدت بما وجدته من تنظيم بديع و رضا من العاملين و الجالية للإجراءات، و أشهد بأن التطور في علاقة البلدين كان يجد دوما الاهتمام من الدبلوماسية الرسمية و الشعبية و نتطلع للمزيد.