الاتحاد الأفريقي يعقد قمة استثنائية حول السودان لبحث سبل إنهاء النزاع
القمة الاستثنائية ستكون على مستوى رؤساء الدول والحكومات
بورتسودان | برق السودان
جهود الاتحاد الأفريقي لإنهاء الأزمة السودانية
في خطوة تهدف إلى كبح العنف المستمر في السودان، كشف مصدر دبلوماسي عن أن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي سيعقد قمة استثنائية في منتصف فبراير الجاري لمناقشة التطورات المتسارعة في البلاد. وستُعقد القمة على مستوى رؤساء الدول والحكومات، حيث تهدف إلى تقييم الوضع الراهن، وطرح حلول عاجلة لوقف إطلاق النار، وتحديد خارطة طريق للتوصل إلى حل سياسي دائم.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل النزاع الدامي الذي اندلع في أبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”. وأدى الصراع إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث قُتل عشرات الآلاف، ونزح أكثر من 12 مليون شخص، بينما أصبح الملايين على حافة المجاعة.
القمة الاستثنائية ستكون على مستوى رؤساء الدول والحكومات
التداعيات الإنسانية والاتهامات الموجهة للأطراف المتصارعة
أدى النزاع إلى تفاقم الوضع الإنساني في السودان بشكل مأساوي، إذ تعاني البلاد من نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، إضافةً إلى دمار البنية التحتية في عدة مدن رئيسية. ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب، من بينها استهداف المدنيين بالقصف العشوائي، وتدمير المنازل والأسواق والمستشفيات، فضلاً عن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
وتشير التقارير الأممية إلى أن السودان بات يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من 24 مليون شخص إلى مساعدات عاجلة، فيما أصبح النظام الصحي على وشك الانهيار بسبب نقص الإمدادات الطبية، وهروب العاملين في المجال الصحي نتيجة للقتال الدائر.
مساعي الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي لحل الأزمة
يسعى الاتحاد الأفريقي من خلال هذه القمة إلى تكثيف جهوده الدبلوماسية لإيجاد حل سلمي للصراع، وذلك بالتعاون مع أطراف دولية وإقليمية مثل الأمم المتحدة والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد). ومن المتوقع أن تشمل المقترحات المطروحة خلال القمة آليات مراقبة وقف إطلاق النار، وإمكانية نشر قوات حفظ سلام إفريقية لحماية المدنيين، إلى جانب تقديم دعم أكبر للجهود الإنسانية.
كما أن الاتحاد الأفريقي يواجه تحديات في الوساطة بين طرفي النزاع، حيث فشلت العديد من المبادرات السابقة في تحقيق تقدم ملموس بسبب تعنت الأطراف المتحاربة. ومع ذلك، يأمل القادة الأفارقة في أن تسهم هذه القمة في إقناع الأطراف المتصارعة بضرورة وقف القتال والانخراط في مفاوضات جادة لإنهاء الأزمة.
تُعد القمة الاستثنائية خطوة مهمة ضمن الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء النزاع في السودان، لكن نجاحها يعتمد بشكل كبير على استعداد الأطراف المتحاربة للجلوس إلى طاولة المفاوضات. ومع استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية، يُنظر إلى هذه القمة على أنها فرصة أخيرة لإنقاذ السودان من الانزلاق نحو كارثة أكبر.