البابا فرنسيس إلى الخليج مجدداً من بوابة البحرين، فماذا تحمل الزيارة؟
وكالات | برق السودان
إن كان من ثابت في مسيرة البابا فرنسيس منذ توليه منصبه عام 2013، فهو ذلك الإصرار على كسر حواجز لم يسبق لأحد بموقعه أن كسرها، وبناء جسور لم يسبق للكنيسة الكاثوليكية أن بنتها تجاه المسلمين.
في هذا الإطار، يزور الخليج العربي للمرة الثانية خلال أقل من ثلاث سنوات، بعد زيارة الإمارات عام 2019. ويحطّ رحاله هذه المرة في المنامة بين 3 و6 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، تلبية لدعوة من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، للمشاركة في “منتدى البحرين للحوار: الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني”، حيث يلتقي من جديد إمام الأزهر أحمد الطيب.
على المستوى الرسمي في البحرين، تتطلع المملكة لإرساء مكانة متقدمة لها على خريطة الحوار العالمي بين الأديان، ولا داعي للقول أن استقبال رأس الكنيسة الكاثوليكية، في دولة خليجية، أمر نادر الحدوث.
وقد بدأت البحرين عملياً بتعبيد الطريق بذلك الاتجاه، منذ الإعلان عن تشييد كاتدرائية “سيدة العرب”، أكبر صرح مسيحي في الجزيرة العربية، كدليل على رغبة السلطات بمنح أتباع الديانات كافة حقّ ممارسة شعائرهم في العلن.
وكشفت تنقيبات أثرية لفريق بريطاني بحريني عام 2019، عن أولى الدلائل الأثرية للوجود المسيحي في البحرين، بعد العثور على مبنى مسيحي في وسط مقبرة سماهيج أسفل بقايا أحد المساجد القديمة.
اليوم، لا يزيد عدد البحرينيين المسيحيين عن الألف، ولكن هناك عشرات الآلاف من المسيحيين المهاجرين المقيمين في البلاد، من مختلف الطوائف المسيحية، في مقدمتها الأرثوذكسية، والإنجيلية، والكاثوليكية.
يقول أسقف منطقة شمال شبه الجزيرة العربية (الكويت، البحرين، وقطر) بول هيندر، لبي بي سي نيوز، إن هدف الزيارة هو التأكيد على حسن العلاقة مع العالم الإسلامي وعلى القيم التي أراد البابا ترسيخها بعد توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر في الإمارات عام 2019، إذ زار المغرب في العام نفسه، والعراق عام 2021، وكازاخستان قبل أسابيع، والآن البحرين.
وبحسب هيندر، فإن البابا يؤمن أن “هناك مسؤولية تقع على عاتق الإسلام والمسيحية، أكبر ديانتين توحيديتين في العالم، للعمل باتجاه السلام، والعدالة، والحفاظ على الخليقة (الكوكب والبيئة)”.
صحيح أن عدد البحرينيين المسيحيين قليل جداً، ومعظمهم الآن مقيمون في البلاد من الجاليات الأجنبية، إلا أن البابا يريد أن يقدم لهؤلاء “رسالة تشجيع مفادها أنهم جزء مهم من الكنيسة وغير منسيين”، بحسب هيندر.