البرهان والحركة الإسلامية.. علاقة متقلبة بين الشراكة والتنافر
بورتسودان | برق السودان
منذ اندلاع الحرب في السودان، ظلت العلاقة بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان والحركة الإسلامية السودانية مثار جدلٍ واسع، حيث يتأرجح الخطاب بين إبعاد الإسلاميين عن المشهد السياسي وواقعٍ ميداني يعكس استمرار التعاون معهم داخل المؤسسة العسكرية.
ففي الوقت الذي يعلن فيه البرهان تمسكه بخطاب “إعادة الجيش إلى مساره الوطني بعيداً عن الأيديولوجيا”، تشير التطورات الميدانية إلى أن عدداً من ضباط الجيش المقرّبين من الحركة الإسلامية ما زالوا يحتفظون بنفوذ مؤثر في مراكز القيادة والتعبئة.
هذا التناقض الظاهر بين الخطاب والممارسة، خلق حالة من الارتباك داخل صفوف الإسلاميين أنفسهم، إذ يرى بعضهم أن البرهان يستخدم خطاب “الإبعاد” لتهدئة القوى الدولية والإقليمية، بينما يوظف دعم الإسلاميين في الميدان كأداة ضغط في صراعه مع قوات الدعم السريع.
ويرى مراقبون أن هذا التوازن الهشّ جعل العلاقة بين الجانبين قائمة على المنفعة المؤقتة لا الثقة المتبادلة، ما يفسّر موجات التوتر المتكررة داخل المؤسسة العسكرية، خاصة بعد اتخاذ البرهان سلسلة من القرارات التي قلصت نفوذ رموز الحركة الإسلامية داخل الجيش والإدارات المدنية.
ويرجّح محللون أن مستقبل هذه العلاقة سيعتمد على قدرة الطرفين على تجاوز الشكوك المتبادلة، خصوصًا في ظل تراجع الدعم الخارجي للبرهان وتزايد الضغوط السياسية التي تحاصر النظام العسكري في الخرطوم.




