الأخبارتقارير

البرهان يسحب ملف «متحرك الصياد» من كباشي: صراع داخل الجيش على النفوذ وملف كردفان

محاولة لاحتكار الإنجاز العسكري

بورتسودان | برق السودان – تقرير 

في تطور جديد يعكس حالة التوتر داخل قيادة الجيش السوداني، أفادت مصادر مطلعة أن الفريق عبدالفتاح البرهان، قرر سحب إشراف الفريق شمس الدين كباشي، على العمليات العسكرية في كردفان، وعلى رأسها «متحرك الصياد»، أحد أبرز الوحدات الميدانية التي تم تفعيلها مؤخراً في المنطقة.

محاولة لاحتكار الإنجاز العسكري

الخطوة المفاجئة تأتي في إطار سعي البرهان لإعادة ترتيب ملف العمليات بغرب السودان، وتحديدًا في إقليم كردفان، عبر إحكام سيطرته الشخصية على تحركات “متحركات الصياد” وتنسيب أي إنجازات ميدانية مباشرة له، في محاولة لتحسين صورته داخل المؤسسة العسكرية التي باتت تُحمّله مسؤولية تدهور الوضع السياسي وفشل المفاوضات مع الأطراف المدنية والمسلحة.

ورغم أن الفريق كباشي، يُعتبر من أبرز الضباط الذين يمتلكون خبرة ميدانية في تلك المناطق، إلا أن إبعاده عن الملف يُشير إلى تفاقم الصراع داخل الحلقة الضيقة المحيطة بالبرهان، خاصة مع تنامي الاتهامات الموجهة للأخير بسوء إدارة الحرب واتخاذ قرارات منفردة أدت إلى إضعاف الجيش في عدة جبهات.

قيادات عسكرية بارزة تُستهدف في ضربة دقيقة

في تصعيد خطير داخل أروقة الجيش السوداني، سُجّل استهداف مباشر بطائرة مسيّرة لما يُعرف بغرفة القيادة والسيطرة لعمليات محور الخوي التابع لـ”متحركات تحرير كردفان” «متحرك الصياد» ما أسفر عن مقتل عدد من أبرز القيادات الميدانية في الجيش، وسط تساؤلات متزايدة حول خلفيات الاستهداف وتوقيته، خاصة في ظل تجدد الخلافات داخل القيادة العامة للجيش بين الفريق عبد الفتاح البرهان والفريق شمس الدين كباشي.

بحسب مصادر ميدانية، أسفر الهجوم الذي نُسب إلى طائرة مسيّرة تتبع لقوات الدعم السريع، عن مقتل نخبة من القادة الميدانيين، يتقدمهم:
•اللواء الركن مهندس إيهاب محمد يوسف الطيب – قائد متحركات تحرير كردفان
•العميد ركن د. محمد بخيت الدومة – قائد ثاني متحرك “الصياد العسكري” محور الخوي
•العميد مهندس محمد سر الختم
•العقيد ركن صلاح عبدالرحمن علي سراج
•المقدم معتز محمد حسن عبدالرحمن
•الرائد خالد شقالوة – قائد إشارة المتحرك
•الرائد خالد خلف الله
•الرائد مصعب محمد علي أبوزيد
•الملازم أول محمد الرشيد – قائد مدفعية المتحرك
•الملازم إبراهيم أبو شقة

وقد أُعلن عن مصرعهم في مكان واحد، بعد استهداف دقيق يُرجّح أنه تم بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، مما زاد من الشكوك حول اختراق أمني أو تورط جهات من داخل الجيش في تسريب الإحداثيات.

نظرية “حادث مدبّر” تفتح باب الأسئلة

تزامن هذا الاستهداف مع خطوات البرهان لإبعاد الفريق شمس الدين كباشي عن ملف العمليات في كردفان، بما فيها الإشراف على متحرك “الصياد العسكري”، ما أثار تكهنات حول ما إذا كانت الضربة جزءًا من تصفية داخلية مقنّعة تم تمريرها عبر بوابة العدو.

ويذهب بعض المحللين إلى اعتبار ما جرى “حادثًا مدبّرًا”، يهدف لتقليص نفوذ جناح كباشي داخل المؤسسة العسكرية، وخلق فراغ في القيادة الميدانية يتيح للبرهان فرض رجال موالين له على الأرض، خاصة في جبهات حساسة مثل كردفان.

تفاقم الخلافات وسط القيادات

مصادر داخل القيادة العامة أكدت أن هذا القرار زاد من حدة الخلافات بين البرهان وكباشي، التي لم تكن جديدة، لكنها دخلت في طور أكثر علنية خلال الأسابيع الماضية. ويرى مراقبون أن هذا التوتر يُعبّر عن أزمة عميقة في بنية القيادة العسكرية، ويكشف عن محاولات لإقصاء قادة بارزين من مواقع القرار الميداني والسياسي، في ظل تصاعد الضغوط على البرهان داخليًا وخارجيًا.

كما أشار بعض الضباط إلى أن سحب ملف كردفان من كباشي يهدف أيضًا إلى تحجيم نفوذه داخل الجيش، خصوصًا مع تزايد الحديث عن أن كباشي قد يكون مرشحًا محتملاً لتولي أدوار سياسية أو عسكرية أكبر في حال حدوث ترتيبات جديدة في قيادة البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى