الأخبار

التعايشي: مبادرة كامل إدريس وصفة مضمونة لاستمرار الحرب وليست طريقًا للسلام

مبادرة بلا جذور سلام حقيقية

الفاشر | برق السودان

قال محمد حسن التعايشي، رئيس الوزراء بحكومة «تأسيس»، إن المبادرة التي طرحها كامل إدريس، رئيس وزراء سلطة بورتسودان، لا تمثل مخرجًا حقيقيًا للأزمة السودانية، بل تشكل في جوهرها «وصفة مضمونة لاستمرار الحرب»، محذرًا من خطورة إعادة إنتاج نفس السياسات التي قادت البلاد إلى الانهيار والصراع المفتوح.

وأكد التعايشي، في تصريحات سياسية، أن أي مبادرة لا تنطلق من معالجة جذور الأزمة السودانية، ولا تضع في مقدمة أولوياتها وقف الحرب وحماية المدنيين، ستكون مجرد محاولة لشراء الوقت وإعادة ترتيب مراكز القوى، على حساب معاناة الشعب السوداني الذي يدفع ثمن الصراع منذ أكثر من عام.

مبادرة بلا جذور سلام حقيقية

وأوضح التعايشي أن مبادرة كامل إدريس تفتقر إلى الأسس الموضوعية لأي عملية سلام جادة، لكونها – بحسب وصفه – تنحاز للواقع الذي فرضته الحرب، ولا تتعامل مع أسبابها البنيوية، وعلى رأسها عسكرة الدولة، واحتكار القرار السياسي، واستبعاد القوى المدنية الحقيقية.

وأشار إلى أن طرح مثل هذه المبادرات في ظل استمرار القتال، دون إجراءات واضحة لوقف إطلاق النار، أو آليات محايدة لإدارة حوار وطني شامل، يجعلها جزءًا من الأزمة لا جزءًا من الحل، ويمنح أطراف الحرب غطاءً سياسيًا للاستمرار في الصراع.

تحذير من إعادة إنتاج الأزمة

وحذّر رئيس وزراء حكومة «تأسيس» من أن المبادرات التي تُصاغ من داخل سلطة الأمر الواقع في بورتسودان، وتُقدَّم باعتبارها حلولًا وطنية، ستؤدي عمليًا إلى إطالة أمد الحرب، وتعميق الانقسام، وإجهاض أي فرصة لبناء دولة مدنية ديمقراطية.

وشدد التعايشي على أن السلام في السودان لا يمكن أن يتحقق عبر مبادرات فوقية أو تسويات شكلية، بل يتطلب عملية سياسية شاملة، تنحاز بوضوح للمدنيين، وتضع حدًا لاستخدام السلاح في العمل السياسي، وتؤسس لمسار انتقالي جديد يعالج جذور الصراع ويضمن العدالة والمساءلة.

وختم التعايشي بالتأكيد على أن الشعب السوداني «لم يعد يحتمل المزيد من المناورات السياسية»، داعيًا المجتمعين الإقليمي والدولي إلى عدم دعم أي مبادرات تُبقي على واقع الحرب، والعمل بدلًا من ذلك على مساندة مسار حقيقي يوقف النزيف ويضع السودان على طريق السلام والاستقرار.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى