التعب المزمن: المرض الصامت الذي لا يُعالج بالراحة فقط

صحة | برق السودان
يُعد التعب المزمن من أكثر الاضطرابات التي يُساء فهمها في المجتمعات الحديثة، فهو لا يقتصر على مجرد “إرهاق عادي” بل يُصنف اليوم كتشخيص طبي له تأثيرات جسدية ونفسية طويلة الأمد، بحسب ما تؤكده عالمة النفس داريا سالنيكوفا.
ما هو التعب المزمن؟
التعب المزمن هو اضطراب معقد يؤثر على منظومات متعددة في الجسم، منها:
• الجهاز المناعي
• القلب والأوعية الدموية
• النظام الهرموني
• الجهاز العصبي
وتقول سالنيكوفا: “الإجهاد والتعب الشديد وعدم استقرار عمل الجهاز العصبي يؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة، وهذا ما يؤكد أن التعب المزمن هو تشخيص طبي”.
من العلامات الخطيرة المرتبطة به:
• الأرق المستمر أو النعاس المفرط دون تحسن حتى بعد النوم الطويل
• الإرهاق المتواصل رغم الراحة
• فقدان القوة والشعور بعدم الرضا العام
وقد يشعر المصاب بأنه “لم يعد كما كان”، مما يستدعي مقارنة الحالة الجسدية والعقلية بين الماضي والحاضر.
كيف نتعامل مع التعب المزمن؟
تؤكد سالنيكوفا، أن التعافي من التعب المزمن يستغرق وقتاً ولا يمكن حله بوسائل سريعة. وتقدم التوصيات التالية:
1. الاعتراف بأنه مرض حقيقي
• لا تتعامل مع الحالة على أنها مجرد كسل أو تقاعس
• اسمح لنفسك بأخذ قسط من الراحة دون تأنيب ضمير
2. إعادة النظر في الروتين اليومي
• غيّر من عاداتك اليومية، حتى إن كان الأمر مرهقًا في البداية
• ابدأ بأشياء صغيرة مختلفة: كتنظيم أوقات النوم، أو ممارسة نشاط فني أو جسدي جديد
3. اطلب الدعم والمساعدة
• استشر طبيبًا مختصًا يمكنه تقديم العلاج المناسب، والذي قد يتضمن أدوية في بعض الحالات
• لا تتردد في طلب الدعم من المقربين، فالدعم العاطفي يُحدث فرقاً
4. لا تتوقع نتائج فورية
• اعلم أن بعض التدهور قد يصاحب بداية العلاج وهو مؤشر على التحرك في الطريق الصحيح
• الصبر عنصر أساسي في التعافي
الوقاية خير من العلاج
للوقاية من التعب المزمن تنصح سالنيكوفا بـ:
• تنويع النشاطات اليومية: فلا تقتصر على العمل أو المهام المنزلية فقط
• الراحة المنتظمة: جدولة أوقات للراحة والنوم دون الشعور بالذنب
• موازنة الجهد الذهني والبدني: لا تفرط في جانب على حساب الآخر
التعب المزمن ليس ضعفا، بل حالة طبية تتطلب الفهم والتعاطف والعلاج. تجاهله قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل. إدراك المشكلة هو الخطوة الأولى نحو الشفاء.