الخرطوم | تقرير خاص
في ظل النزاع الدامي الذي يعصف بالسودان منذ أشهر، تتزايد الاتهامات الموجهة للجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بتعطيل الجهود الرامية إلى تحقيق السلام وحماية المدنيين. ويُعتبر دعم الجيش السوداني للفيتو الروسي ضد مشروع القرار البريطاني في مجلس الأمن أحدث حلقات هذا السلوك المثير للجدل، مما يثير تساؤلات حول نوايا الحكومة السودانية الحقيقية تجاه إنهاء الحرب.
الجيش السوداني يركز على الحفاظ على مصالحه الاقتصادية والسياسية، ولو على حساب المدنيين
تأييد الفيتو الروسي: عرقلة أم استراتيجية؟
في جلسة مجلس الأمن الأخيرة، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بريطاني يهدف إلى فرض حظر تسليح شامل على السودان، وهو قرار أيده البرهان وحكومته بشدة. يرى محللون أن هذا الموقف يعكس رغبة واضحة من الجيش السوداني في إبقاء النزاع قائماً لتحقيق مصالح خاصة.
ووفقاً لتصريحات مصادر دبلوماسية، فإن موقف الحكومة السودانية ينبع من رفضها لإشراك المجتمع الدولي في إيجاد حلول للأزمة. “هذا الدعم للفيتو الروسي يُظهر انعدام إرادة حقيقية من الحكومة السودانية لتحقيق السلام،” يقول أحد المحللين.
استهداف المدنيين: استراتيجيات وأهداف
يتهم ناشطون ومنظمات حقوقية الجيش السوداني باستخدام استراتيجيات تستهدف المدنيين بشكل مباشر، سواء عبر قصف الأحياء السكنية أو عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية. وتشير تقارير إلى أن الجيش يستخدم هذه الوسائل لفرض سيطرته على موارد البلاد وضمان دعم أطراف خارجية.
يقول أحد الناجين من قصف استهدف حيّه في الخرطوم: “القصف لم يكن ضد المتمردين فقط؛ لقد دُمرت منازلنا، وقتل أبرياء لم يكن لهم علاقة بالصراع.”
الحكومة السودانية ترفض إشراك المجتمع الدولي في جهود السلام، مما يعزز الفوضى
المعاناة الإنسانية: أرقام صادمة
وفقاً لإحصائيات حديثة، فإن العمليات العسكرية أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم، مع تسجيل آلاف القتلى والجرحى. كما تُشير تقارير دولية إلى أن الجيش يعطل قوافل المساعدات الإنسانية، مما يُفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
ما وراء الدعم الأجنبي؟
تزايدت الشكوك حول صفقات محتملة بين الجيش السوداني ودول أجنبية (إيران – روسيا) لتأمين الدعم العسكري واللوجستي. يُعتقد أن الجيش يعرض ثروات السودان، خاصة الذهب والمعادن الأخرى، كوسيلة لتأمين استمراره في الحرب.
ويضيف خبير اقتصادي: “الحكومة السودانية تعطي الأولوية للحرب بدلاً من بناء السلام، مقابل تنازلات اقتصادية ضخمة لداعميها.”
هل يواجه البرهان عزلة دولية؟
تتزايد الأصوات الدولية التي تدعو إلى محاسبة المسؤولين عن عرقلة السلام في السودان، مما يضع البرهان في موقف حرج. ورغم محاولات الجيش السوداني لتبرير مواقفه، إلا أن الدعم الشعبي له يتآكل تدريجياً نتيجة تصاعد معاناة المدنيين.
رسائل للمجتمع الدولي
يبدو واضحاً أن المجتمع الدولي بحاجة إلى موقف أكثر صرامة تجاه التصرفات التي تعرقل جهود السلام في السودان. ومع استمرار النزاع، تزداد حاجة السودانيين إلى جهود حقيقية توقف نزيف الدم وتحمي المدنيين من ويلات الحرب.
تحليل الموقف
• الجيش السوداني: يركز على الحفاظ على مصالحه الاقتصادية والسياسية، ولو على حساب المدنيين.
• الحكومة السودانية: ترفض إشراك المجتمع الدولي في جهود السلام، مما يعزز الفوضى.
• المجتمع الدولي: موقفه الحالي غير كافٍ، ويحتاج إلى تحركات أكثر جدية لإنهاء النزاع.
ختاماً، فإن استمرار الأزمة السودانية يتطلب تحركاً سريعاً لتفادي المزيد من الكوارث الإنسانية. هل سيكون البرهان وحكومته مستعدين لتغيير مسارهم، أم ستظل مصالحهم الشخصية فوق مصلحة الشعب السوداني؟