الأخبار

الجيش السوداني يعلن تحرير مدينة ود مدني: خطوة استراتيجية في الصراع ضد قوات الدعم السريع

خطوة استراتيجية في الصراع ضد قوات الدعم السريع

بورتسودان | برق السودان

في تطور جديد للصراع الدائر في السودان، أعلن الجيش السوداني اليوم السبت، الموافق 11 يناير 2025، سيطرته الكاملة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة. تُعد المدينة واحدة من أكبر المراكز الاقتصادية والاستراتيجية في البلاد، ما يجعل هذا التحرير نقطة تحول بارزة في مجريات الصراع المستمر منذ شهور مع قوات الدعم السريع.

وأكد المتحدث باسم الحكومة السودانية، في بيان رسمي، أن القوات المسلحة تمكنت من استعادة المدينة بعد معارك وصفها بأنها “ضارية”، شهدت قتالاً شاقاً وتضحيات كبيرة من قبل الجيش. كما نشر الجيش مقاطع فيديو تُظهر انتشاره داخل المدينة، مؤكداً أن العمليات العسكرية قد أسفرت عن “تطهير” ود مدني من أي وجود لقوات الدعم السريع.

أهمية ود مدني في المشهد السوداني

تقع ود مدني على بُعد حوالي 186 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم، وتُعتبر من المدن الحيوية في السودان بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي وقربها من مشروع الجزيرة، الذي يُعد واحداً من أكبر المشروعات الزراعية في إفريقيا.

تُشكل المدينة شرياناً اقتصادياً رئيسياً للبلاد، حيث تحتضن عدداً كبيراً من الأسواق الزراعية والتجارية، بالإضافة إلى كونها مركزاً للنقل البري. لهذا السبب، شكلت السيطرة على ود مدني هدفاً استراتيجياً لكلا الطرفين خلال الصراع الحالي.

ردود فعل محلية ودولية على تحرير المدينة

لقي تحرير ود مدني ترحيباً واسعاً من قبل الأطراف الداعمة للجيش السوداني. وفي بيان صحفي، أكد رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أن هذا الإنجاز يُمثل “خطوة كبيرة نحو استعادة وحدة واستقرار السودان”. كما دعا سكان المدينة إلى التعاون مع القوات المسلحة للحفاظ على الأمن والاستقرار.

من ناحية أخرى، أصدرت قوات الدعم السريع بياناً نفت فيه انسحابها الكامل من المدينة، ووصفت ما حدث بأنه “إعادة تمركز تكتيكية”. وذكرت أنها ما زالت قادرة على توجيه ضربات عسكرية في مناطق أخرى من البلاد.

على الصعيد الدولي، دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى الالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية وتجنب استهداف المدنيين أو البنية التحتية الحيوية. كما أعرب الاتحاد الإفريقي عن قلقه من تصاعد العنف، داعياً إلى استئناف الحوار بين الأطراف المتصارعة.

توقعات مستقبلية

يرى محللون أن تحرير ود مدني قد يفتح المجال أمام الجيش السوداني لتحقيق مكاسب ميدانية إضافية في المناطق المجاورة، خاصة مع استمرار تراجع قوات الدعم السريع. ومع ذلك، فإن الصراع في السودان لا يزال بعيداً عن نهايته، في ظل الانقسامات الداخلية والتحديات الإنسانية الكبيرة التي تواجه البلاد.

الخطوة القادمة للجيش، وفقاً لمصادر عسكرية، هي تأمين ود مدني بشكل كامل وإعادة الخدمات الأساسية للسكان، في محاولة لتخفيف معاناتهم وضمان عودتهم إلى حياتهم الطبيعية.

هذا الإنجاز العسكري يُسلط الضوء على أهمية التعاون الداخلي والدولي لتحقيق السلام الدائم في السودان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى