
الرباط | برق السودان – خاص
في خطوة تعزز التزام المغرب بتقليل انبعاثات الكربون في قطاع الطيران، أطلقت الخطوط الملكية المغربية أول رحلة جوية بين المغرب وأوروبا باستخدام وقود مستدام، وذلك بالشراكة مع “فيفو إنيرجي المغرب”. الرحلة التي أقلعت من مطار مراكش المنارة نحو مطار باريس أورلي على متن طائرة من طراز بوينغ 737 NG، حملت على متنها 151 راكبًا، في تجربة تعد الأولى من نوعها في المملكة.
وقود مستدام لتقليل البصمة الكربونية
يأتي هذا التطور في إطار الجهود الدولية لتقليل التأثير البيئي لقطاع الطيران، حيث وفرت “فيفو إنيرجي المغرب” مزيجًا من الوقود التقليدي ومكون تركيبي متجدد. هذا المزيج ساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 10 أطنان، مما يمثل خفضًا يقارب ثلث إجمالي الانبعاثات الناتجة عن هذه الرحلة.
الوقود المستدام المستخدم يُعرف بكونه بديلاً للوقود الأحفوري، ويصنع عادة من مصادر طبيعية مثل الزيوت النباتية المعاد تدويرها، والنفايات العضوية، مما يجعله خيارًا صديقًا للبيئة وأكثر استدامة من الوقود التقليدي. وقد تبنّت العديد من شركات الطيران العالمية هذا النوع من الوقود ضمن استراتيجياتها لخفض البصمة الكربونية، وفقًا لالتزامات منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) واتفاقية باريس للمناخ.
إلتزام المغرب بالاستدامة في قطاع الطيران
تشكل هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية المغرب لتعزيز الطيران المستدام ودعم رؤية المملكة في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. وتعد هذه الرحلة بداية لسلسلة من المبادرات التي تهدف إلى توسيع استخدام الوقود المستدام في الرحلات الجوية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي.
وقد أكد مسؤولون من الخطوط الملكية المغربية أن هذا المشروع يعكس التزام الشركة بمواكبة التحولات العالمية في قطاع الطيران، وتعزيز دورها كفاعل رئيسي في تطوير حلول مستدامة، مما يضع المغرب في مصاف الدول التي تتبنى الابتكار البيئي في النقل الجوي.
تأثير هذه المبادرة على مستقبل الطيران في المغرب
تمثل هذه الرحلة بداية عهد جديد للطيران في المغرب، حيث من المتوقع أن تؤثر هذه التجربة إيجابيًا على عدة جوانب، منها:
1. تحفيز باقي شركات الطيران الوطنية والإقليمية على تبني تقنيات مستدامة، مما يساهم في جعل الطيران أكثر صداقة للبيئة.
2. تعزيز مكانة المغرب كدولة رائدة في مجال الطيران المستدام، مما قد يجذب استثمارات دولية في قطاع الطيران والطاقات المتجددة.
3. تحقيق توافق أكبر مع السياسات البيئية الدولية، مما يسهل على المغرب الانخراط في مبادرات عالمية تهدف إلى خفض انبعاثات الكربون.
في ظل تزايد الاهتمام العالمي بالاستدامة البيئية، يبدو أن الخطوط الملكية المغربية تمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر خضرة، حيث تمثل هذه الخطوة خطوة هامة في تعزيز الاستدامة في مجال الطيران وتعزيز مكانة المغرب على الساحة الدولية في هذا المجال.