حوارات

السفير المغربي بالخرطوم: قرار مجلس الأمن 2797 انتصار تاريخي للمغرب وبداية عهد جديد نحو الحل النهائي لقضية الصحراء

القرار الأممي التاريخي تتويجا لحنكة دبلوماسية متبصرة يقودها الملك محمد السادس

بورتسودان | برق السودان – متابعات

أجرى السيد محمد ماء العينين، سفير المملكة المغربية بالسودان حوارا صحفيا مع وسائل اعلام محلية، حول التطورات الأخيرة لقضية الصحراء المغربية، والتي تتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المجيدة.

السيد السفير تابعنا آخر تطورات ملف الوحدة الترابية المغربية ما هو تعليقكم؟

تسيرون ضمنيا في سؤالكم إلى تصويت مجلس الأمن أول أمس على قراره التاريخي رقم 2797، وهو قرار شكل لحظة فارقة في مسار قضية الصحراء المغربية والذي يمثل تحولًا نوعيًا ونصرًا دبلوماسيًا كبيرًا للمملكة المغربية بقيادة جلالة الملك حفظه الله ، حيث رسخ عن قناعة تامة “مقترح الحكم الذاتي لإقليم الصحراء تحت السيادة المغربية” جاعلا من المقترح المغربي الأساس للمفاوضات حول مستقبل الإقليم. ليصبح بذلك الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية محور النقاش الرسمي الدولي، مع الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه،

ومن نافلة القول أن تبنّي مجلس الأمن لهذا القرار يمثل انتصارا لعدالة القضية الوطنية المغربية ، في سياق دولي متغير يتّسم باتساع دائرة الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وبروز قناعة متزايدة لدى القوى الكبرى بضرورة تبنّي مقاربة واقعية تقوم على الحكم الذاتي كحلّ وحيد وعملي للنزاع المفتعل.

هذا، ويعد هذا القرار الأممي التاريخي تتويجا لحنكة دبلوماسية متبصرة يقودها الملك محمد السادس بحكمة وبعد نظر، نجحت في ترسيخ المقاربة المغربية لقضية الصحراء على الساحة الدولية، وفي كسب ثقة القوى الكبرى المؤثرة في صناعة القرار العالمي، وإقناعها بعدالة ووجاهة الموقف المغربي ومصداقية حلّ الحكم الذاتي.

هذا القرار الأممي التاريخي تتويجا لحنكة دبلوماسية متبصرة يقودها الملك محمد السادس بحكمة وبعد نظر نجحت في ترسيخ المقاربة المغربية لقضية الصحراء على الساحة الدولية

محمد ماء العينين – سفير المغرب بالسودان

حدثنا عن البعد التنموي الذي ألمح إليه جلالة الملك في هذه المقاربة الجديدة

المقاربة الدبلوماسية لملف الصحراء، لم تتوقـف عند حدود توسيع دائرة الدول الداعمة لسيـادة المغرب على صحرائه، وحشد المنتظم الدولي حول مقتـرح الحكم الذاتي كحل واقعي ذي مصداقية لطي ملف النزاع المفتعل حول الصحراء، بل تجــاوزت ذلك، إلى مستوى جعل “الصحراء المغربية” في صلب ما أطلقه جلالته من مبادرات رائدة ذات أبعاد تنموية وجيواقتصادية واستراتيجية، ونقصـد هنا مجموعة من المبادرات الرائدة كسواء على صعيد الإقليم أو على صعيد “مبادرة إفريقيا الأطلسية” و”مبادرة تمكين دول الساحل من منفذ على المحيط الأطلسي”، فضـلا عن “مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي”، ومبـادرات من هذا القبيل، تعكــس “تبصر ملك فد”، يتطلع إلى إفريقيا آمنة ومستقرة وموحدة ومزدهــرة تبني نفسها بنفسها، في وقت يراهــن فيه “أعداء وحدتنا الترابية” على تغذيـة نعرات التشرذم والانفصال، بكل ما لذلك، من تداعيات سلبية على السلم الإفريقي ومن تأثيرات على الأمن الإقليمي.

واليوم وبعد نصف قرن من ملحمة المسيرة الخضراء المجيدة، يمكن القول أن الخطاب الملكي السامي الموجه للشعب المغربي بمناسبة تصويت مجلس الامن لصالح مقترح الحكم الذاتي، نقل قضية الوحدة الترابية من مرحلة التدبير إلى مرحلة الحل النهائي لهذا النزاع المفتعل، كما أن الخطاب وجه رسالة صريحة للوحدة ولم الشمل بين المواطنين في مخيمات تندوف وأهلهم داخل أرض الوطن للمساهمة في تنمية وبناء المغرب الموحد.

هذا، وشكل الخطاب التاريخي دعوة أخوية صادقة إلى دول المنطقة وخاصة الجزائر من أجل فتح صفحة جديدة للحوار وبناء علاقات إقليمية تقوم على الثقة وحسن الجوار لتجاوز الخلافات، كمنطلق لاعادة إحياء الاتحاد المغاربي بين دوله الخمس بما يحقق الاستقرار والتكامل بين شعوب المنطقة المغاربية.

عموما الخطاب الملكي أسس لرؤية تجمع بين الواقعية السياسية والالتزام بالحوار، ويكرس دور المغرب كطرف مسؤول يطرح حلولا قابلة للتطبيق، في مقابل أطروحات متجاوزة فقدت صلتها بالواقع. لتحظى المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمصداقية دولية كبيرة كخيار وحيد لطي صفحة نزاع إقليمي مفتعل.

 السيد السفير كيف تصفون هذه الحقبة من تاريخ ملف الصحراء؟

بهذا الانتصار الدبلوماسي الباهر يطلق جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله بما حفظ به الذكر الحكيم، عهدا جديدا في ملف الصحراء المغربية، عهد تنمية، عهد تماسك سيادي، وعهد انفتاح مؤطر، وتدركون لاشك، أن هذه اللحظة لم تأتي من فراغ، بل هي ثمار قيادة ملكية متبصرة ورؤية استراتيجية ملهمة، ارتقت ببلادنا إلى مصاف الدول المهابة القادرة بفضل تعبئتها وراء قائدها الهمام الحفاظ على إحترام مقدساتها وصنع مسارها بإرادتها التي لا تلين، وعزمها الذي لا يكل، فاستطاعت بذلك أن توجه وتطوع الأحداث لصالح الدفاع عن توابثها.

واذا كانت عظمة القادة تقاس عادة بما حققوا من الإنجازات والانتصارات والاسهامات فقد شهد عهد ملكنا دام علاه نهضة حقوقية، اقتصادية، واجتماعية ورياضية، ضن الزمان بمثلها في منعطف دولي واقليمي شاق محفوف بالتحديات.

لقد اقتفت أفعاله نيسب جده صلى الله عليه وسلم عندما عفا عن أهل مكة لما قال لهم ” اذهبوا فأنتم الطلقاء” وهو دام له العز والتمكين يفتح بذلك صفحة أخرى ملؤها الرأفة والتجاوز عن الزلات والصفح الجميل نحو رعاياه المهجرين قسرا بمخيمات تندوف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى