الأخبارتقارير

السماء التي تحترق: كيف فضح استهداف قاعدة عثمان دقنة التدخل التركي السري في الحرب السودانية؟

الدعم السريع يستهدف العصب التركي في بورتسودان

تحقيق استقصائي | برق السودان

في تطور دراماتيكي قلب موازين الحرب الدائرة في السودان، تعرّضت قاعدة “عثمان دقنة” الجوية في بورتسودان لهجوم مباغت بطائرات مسيّرة دمّر منظومات عسكرية متقدمة وطائرات مدنية وعسكرية، بينها طائرة البرهان الرئاسية.

غير أن الضربة لم تكن مجرد عملية عسكرية محدودة، بل كشفت عن شبكة تدخل تركية متكاملة دخلت الصراع السوداني من بوابة الطائرات المسيّرة والخبراء العسكريين. هذا التحقيق يكشف خفايا التورط التركي، وأسباب استهداف القاعدة، والأسرار التي كانت تُدار من داخلها.

التدخل التركي: طائرات بدون طيار وخبراء عسكريون في مهمة سرية

في 26 أبريل 2025، هبطت في مطار بورتسودان رحلتان عسكريتان تابعتان لسلاح الجو التركي برقمَي TUAF737 وTUAF738، تحملان معدات عسكرية ثقيلة، وعلى متنها فريق من الخبراء العسكريين الأتراك ومجموعة من الطائرات المسيّرة من طرازي Bayraktar TB-2 وAkinci، وهي من أحدث الطائرات بدون طيار التي استخدمتها تركيا في مسارح حرب متعددة مثل سوريا وليبيا وأذربيجان.

مصادر أمنية مطلعة أكدت أن هذه الطائرات تم تسليمها إلى الجيش السوداني بترتيب مباشر بين أنقرة وقيادة الجيش السوداني في بورتسودان، ضمن خطة لتأمين غطاء جوي ميداني يسمح للجيش باستعادة بعض المواقع الاستراتيجية التي فقدها لصالح قوات الدعم السريع، خصوصاً في دارفور وكردفان.

الخبراء الأتراك باشروا فوراً في إعداد منصات التشغيل والتدريب على إطلاق هذه الطائرات من قاعدة عثمان دقنة الجوية، التي تحوّلت خلال أيام إلى مركز قيادة متقدم للضربات الجوية، بما في ذلك الغارة على مطار نيالا يوم 2 مايو 2025.

الضربة المضادة: الدعم السريع يستهدف العصب التركي في بورتسودان

ردًّا على غارة نيالا، شنّت قوات الدعم السريع في فجر 4 مايو هجوماً بطائرات مسيرة محلية أو إيرانية الصنع، استهدف منشآت محددة داخل قاعدة عثمان دقنة.

التحقيقات الأولية تشير إلى أن الدعم السريع امتلك معلومات دقيقة عن طبيعة الأهداف داخل القاعدة، مما يعزز فرضية تسرب معلومات استخباراتية من داخل القاعدة.

أسفرت الضربة عن:

• تدمير برج المراقبة الجوي لمطار بورتسودان.

• تفجير مستودع ذخائر يحتوي على براميل متفجرة زنة 500 كغم.

• تدمير طائرات عدة بينها:

• طائرة نقل من طراز “إليوشن”.

• ثلاث طائرات أنتينوف.

• الطائرة الرئاسية التي يستخدمها عبد الفتاح البرهان.

• مقاتلة FTC-2000 وطائرات تدريب من طراز K-8 كانت تحت الصيانة.

• تدمير أجهزة تشويش وطائرات أكنجي وTB-2 تركية لم تُستخدم بعد.

الضربة تسببت أيضًا في مقتل وإصابة عدد من الفنيين الأتراك، مما استدعى تحركًا عاجلًا من أنقرة.

مغادرة صامتة: عملية إجلاء طارئة للخبراء الأتراك تحت جنح الليل

بعد 18 ساعة من الهجوم، وصلت طائرة إخلاء طبي مسجلة تحت الرقم TC-RSB وتتبع لشركة Redstar Aviation التركية، وهبطت في مطار بورتسودان عند منتصف الليل. المهمة كانت واضحة: إجلاء الخبراء الأتراك على وجه السرعة، بعد انهيار البنية التشغيلية التي أتوا لتفعيلها.

مصادر ملاحية تؤكد أن الطائرة غادرت بعد ساعتين فقط من وصولها، ما يؤشر إلى عملية منسّقة وسريعة تمت خارج أي إطار دبلوماسي علني، في محاولة لاحتواء الفضيحة وعدم إثارة الرأي العام التركي أو السوداني.

هذا الإجلاء الفوري يُعد بمثابة إعلان فشل المهمة التركية السرية في السودان، ويطرح أسئلة عن مدى تورط أنقرة في الحرب، ومصير التحالفات الإقليمية التي نشأت من رحم الأزمة السودانية.

سماء السودان باتت مكشوفة

ما حدث في قاعدة عثمان دقنة لا يمكن اعتباره ضربة عسكرية عادية، بل هو انكشاف استخباراتي واستراتيجي لحجم التدخل الخارجي في الحرب السودانية، ودليل على تطور قدرات الدعم السريع في الرصد والاستهداف الدقيق.

كما يفتح الباب أمام تحقيقات دولية محتملة حول تصدير السلاح واستخدام الأراضي السودانية كنقطة صراع لتجارب حربية أجنبية، مع احتمال دخول أطراف إقليمية جديدة في المعادلة المعقدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى