الخرطوم | برق السودان
لم تؤثر موجة العنف الأخيرة في السودان على المدنيين والجنود فحسب، بل كان لها أيضًا تأثير كبير على البعثات الدبلوماسية في الخرطوم.
تم استهداف العديد من السفارات ومهاجمتها ونهبها من قبل الجماعات المسلحة وسط صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
استهداف السفارة الكويتية: إدانة انتهاكات القانون الدولي
ومن الأحداث الأخيرة اعتداء على مقر الملحق العسكري بالسفارة الكويتية. وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الكويتية، فقد تم اقتحام المنزل وتخريبه يوم الاثنين 15 مايو الماضي. ونددت الوزارة بالهجوم ووصفته بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية”. وحثت السلطات السودانية على حماية المواطنين والبعثات الدبلوماسية ومحاسبة الجناة.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف ممتلكات دبلوماسية كويتية في الخرطوم. في أبريل، تعرض مركز ثقافي كويتي للنهب والتدمير على أيدي مهاجمين مجهولين. كانت الكويت داعماً رئيسياً لانتقال السودان إلى الديمقراطية بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في عام 2019.
كما أبلغت دول أخرى عن وقوع هجمات على سفاراتها في الخرطوم. وذكر الأردن أن سفارته تعرضت للغزو والتخريب في نفس اليوم، بينما أفادت المملكة العربية السعودية بأن ملحقها الثقافي تعرض للنهب والهجوم في مايو. وأجلت تركيا، التي تقيم علاقات وثيقة مع السودان، بعض مواطنيها برا من ود مدني جنوب الخرطوم، لكنها أرجأت خطط إجلاء آخرين من الخرطوم عقب انفجار بالقرب من موقع الإجلاء.
ودفعت الهجمات على البعثات الدبلوماسية عدة دول إلى إجلاء دبلوماسييها ومواطنيها من السودان. الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وكندا من بين الدول التي نقلت رعاياها من الخرطوم باستخدام طائرات عسكرية أو تجارية. أعلن الاتحاد الأوروبي إجلاء أكثر من ألف من مواطنيه من السودان. استخدمت بعض الدول أيضًا الطرق البحرية لنقل مواطنيها إلى الدول المجاورة مثل المملكة العربية السعودية وجيبوتي.
وقد أدان المجتمع الدولي العنف ودعا إلى حل سلمي للأزمة. وحث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المرحلة الانتقالية التي يقودها المدنيون. علق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان حتى استعادة النظام الدستوري.
توسطت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في محادثات بين البرهان وداقلو في جدة، مما أسفر عن اتفاق مبدئي لحماية المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية. ومع ذلك، لم تؤد المحادثات إلى حل دائم لإنهاء الأعمال العدائية واستعادة الديمقراطية في السودان.
إقرأ/ي أيضًا: