
الخرطوم | برق السودان
يشهد السودان واحدة من أخطر الأزمات الصحية في تاريخه الحديث، مع تفشّي أمراض قاتلة مثل الكوليرا، حمى الضنك، والملاريا، في ظل انهيار كامل للنظام الصحي وخروج أكثر من 160 مستشفى حكومي وخاص عن الخدمة. وتفاقمت الكارثة نتيجة لانقطاع الكهرباء المستمر، ما أدى إلى تعطيل المعدات الطبية وأجهزة الإنعاش والعلاج.
انتشار مميت للأوبئة
وفقاً لتقارير رسمية، فإن الوضع الوبائي يزداد خطورة يوماً بعد يوم:
الكوليرا والإسهال المائي الحاد:
منذ يناير وحتى 11 أغسطس 2025، تم الإبلاغ عن 48,768 حالة إصابة و1,094 وفاة.
منذ بداية التفشي في أغسطس 2024 وحتى الآن، تجاوزت الإصابات 100,000 حالة مشتبه بها، مع ما يقارب 2,500 وفاة.
أكثر الولايات تضرراً: الخرطوم (22,225 حالة)، شمال كردفان، النيل الأبيض، إضافة إلى آلاف الإصابات في دارفور (شمال وجنوب وشرق).
حمى الضنك:
حتى 10 أغسطس 2025، تم تسجيل 4,648 حالة و7 وفيات في عشر ولايات.
منذ يوليو 2024، بلغ المجموع التراكمي 13,331 حالة و22 وفاة.
الخرطوم تحتل الصدارة بأعلى معدلات إصابة، خاصة في محلية كرري التي سجلت وحدها 7,245 إصابة، تليها جبل أولياء (1,702 إصابة)، أم درمان (1,676 إصابة)، شرق النيل (1,241 إصابة)، بحري (1,019 إصابة)، الخرطوم (809 إصابات).
انهيار النظام الصحي
غياب المستشفيات الفاعلة ونقص الأدوية الأساسية، حتى البسيطة منها مثل محاليل البندول، جعل ملايين السودانيين بلا فرصة للحصول على علاج. كثير من المرضى يواجهون الموت بسبب عدم وجود وسيلة نقل أو إسعاف تصل بهم إلى المراكز الصحية.
معاناة الشعب ورفاهية القيادات
بينما يكابد المواطنون الفقر والمرض، ويُضطرون لانتظار ساعات أمام الصيدليات الخالية من الأدوية، تواصل قيادات الجيش السفر للخارج والعيش في رفاهية، في تجاهل صارخ للكارثة الإنسانية التي تعصف بالبلاد.
دعوات لإنقاذ السودان
منظمات محلية وناشطون يوجهون نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي والمنظمات الأممية للتدخل السريع، وإرسال الدعم الطبي واللوجستي لإنقاذ ملايين السودانيين من الانهيار الصحي والإنساني.