الأخبار

السودان في المرتبة السادسة ضمن أكثر الدول الإفريقية فسادًا لعام 2024

تقرير منظمة الشفافية الدولية يكشف تحديات جديدة في مكافحة الفساد

بورتسودان | برق السودان

كشف تقرير مؤشر مدركات الفساد لعام 2024 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية عن استمرار أزمة الفساد في العديد من الدول الإفريقية، حيث جاء السودان في المرتبة السادسة ضمن قائمة الدول الأكثر فسادًا في القارة. يعكس هذا التصنيف التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد في مجال الشفافية والمحاسبة، وسط ظروف سياسية واقتصادية معقدة.

السودان وتفاقم أزمة الفساد

احتل السودان المرتبة 162 عالميًا وفقًا للتقرير، ما يضعه في موقع متأخر جدًا مقارنة بالدول الأخرى. يُعزى هذا التصنيف إلى مجموعة من العوامل، من بينها ضعف مؤسسات الرقابة، وانتشار الرشوة، وعدم الاستقرار السياسي، إضافةً إلى التحديات الاقتصادية التي أدت إلى تفشي الفساد في مختلف القطاعات.

ويعاني السودان من ضعف في آليات المساءلة والشفافية، حيث يُتهم مسؤولون حكوميون وأفراد من النخب السياسية بالتورط في ممارسات فساد ممنهجة، مثل اختلاس الأموال العامة والتلاعب في العقود الحكومية. كما أن غياب سلطة رقابية قوية يؤدي إلى تفشي الاقتصاد غير الرسمي، مما يسهم في تعقيد جهود الإصلاح.

مقارنة السودان بدول إفريقية أخرى

بحسب التقرير، جاءت الصومال وجنوب السودان في قمة الدول الأكثر فسادًا في إفريقيا، تليها ليبيا، غينيا الاستوائية، وجمهورية الكونغو الديمقراطية. أما السودان، فقد جاء سادسًا، مما يجعله من بين الدول التي تواجه تحديات حادة في الحوكمة الرشيدة ومحاربة الفساد.

في المقابل، تتصدر سيشيل، الرأس الأخضر، رواندا، وبوتسوانا قائمة الدول الإفريقية الأكثر شفافية، حيث سجلت هذه الدول تحسنًا ملحوظًا في مكافحة الفساد من خلال تطبيق إصلاحات قانونية قوية وتعزيز دور مؤسسات الرقابة.

هل هناك أمل في تحسن الوضع؟

على الرغم من التصنيف المتدني، فإن هناك مؤشرات على إمكانية تحسين وضع السودان في مؤشر الفساد مستقبلاً، خاصة مع تصاعد الدعوات الشعبية والدولية لتعزيز الإصلاحات الاقتصادية والسياسية. ومع ذلك، فإن أي تحسن سيتطلب إرادة سياسية قوية، ودعمًا دوليًا، وإجراءات صارمة لمكافحة الفساد، بما في ذلك محاسبة المسؤولين الفاسدين وتعزيز استقلالية القضاء.

هل يمكن للسودان كسر هذه الحلقة وتحقيق تقدم في مكافحة الفساد؟ أم أن العوائق السياسية والاقتصادية ستظل عائقًا أمام أي تغيير حقيقي؟ الأيام القادمة ستكشف المسار الذي ستسلكه البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى